المساء
سمير الجمل
وتحـدث حزامـه الناسـف.. وقال!!
.. هل يمكن للحزام الناسف للإرهابي أن يتكلم.. وماذا لو تحدث عن اللحظة الرهيبة قبل الانفجار وبعده؟!
* لو تحدث الحزام الناسف فإنه سيقول الكثير.. من بداية الحدوتة.. وكيف تدخلت في صنعه مواد متفجرة لا يمكن الحصول عليها إلا من دول بعينها مثل امريكا وإسرائيل علي وجه الخصوص.. ولأنها غالية الثمن فلا يمكن أن يدفع ثمنها إلا دولة شاذة مثل "كفر قطر" مديرية استنبول.. مركز الناتو.. ولابد من تخطيط وتدبير له ناسه.. الذين ادمنوا القتل والدم من اللحظات الأولي التي أعلنوا فيها عن تنظيمهم الذي ارتدي ثوب اليهود وأساليب الصهيونية وفي مقدمتها الماسونية التي اتخذت من السرية طريقا ومنهجا.. تدعمها أجهزة مخابرات تقدم لها المعلومة التي لا يمكن لفرد مهما كانت قدراته ان يصل إليها.. وفي ذلك لا بأس من الاعتماد علي بعض العملاء في الداخل انتشروا في أغلب مفاصل الدولة وانخرطوا بين الناس حيث من الصعب كشفهم.. وهم في ذلك من الشطار الذين يجيدون التمويه والتلون مثل الحرباء.
يتحدث الحزام الناسف ويقول: فرحتي بأن انفجر في جسد الإرهابي واحوله إلي شظايا.. لا يمكن ان تخفي حزني وألمي.. وأنا احصد أرواح الابرياء..
* يقول الحزام: انفجرت العديد من الأحزمة هنا وهناك.. وقتلت من قتلت واصابت من اصابت.. لكن انفجاري الأخير امام كنيسة مار مرقس يختلف عن باقي الانفجارات فقد كان الهدف من صنعي وربطي حول خصر المغيب الأحمق الذي يضغط علي زر التفجير ويذهب إلي الجحيم غير مأسوف عليه.. كان الهدف بتعمد التوجه إلي الكنائس لزرع بذور الفتنة والانقسام.. وهي لعبة قديمة عزفت علي وتر الصعيدي والفلاح.. والشمالي والجنوبي والأبيض والأسود.. والغني والفقير.. والمتعلم والجاهل.. والسني والشيعي.. والمسلم والمسيحي.. واليساري واليميني والمتشدد والمتساهل.. إنها أغنية تقسيم الاوطان.. أو قل السكين الذي يمكن أن يشطر قلب الأسرة الواحدة.. والبلد الواحد.. ولكم في العراق وسوريا وليبيا واليمن عظة وعبرة يا أولي الألباب. والجاهل الحي ميت.. والعالم الميت الحي.. وسبحان من وزع البصر والبصائر واختص بهما من يشاء من عباده.
* يقول الحزام: الوضع امام كنيسة الشهيد مار مرقس كان مختلفا عن كل جريمة سابقة.. لأن هدف القتلة.. قد ضاع وتلاشي مع لحظة الانفجار التي حصدت أرواح شهداء المسلمين من حراس الكنيسة.. الابطال عماد الركايبي وأول شهيدة في تاريخ الشرطة العميد نجوي.. ومعها صف ضابط من السجون عريف أمنية محمد رشدي.. وفي القائمة أيضا أمين الشرطة: عصام أحمد عبدالرازق وزميله محمد صبحي ابراهيم والمجند محمد رفعت شريف وكلهم كما تري من المسلمين الذي افتدوا كنيسة الشهيد الأعظم في تاريخ المسيحية بأنفسهم في لوحة بقدر ما فيها من ألم ومرارة.. بقدر ما تعكس روح مصرنا الحقيقية التي لا يمكن ان يهزمها الإرهاب مهما دبر ومكر.
مصر التي فتحت ذراعيها للشهيد مار مرقس ينشر المسيحية فيها كما احتضنت عمرو بن العاص يفتحها بإسلامه.. وقبلها استقبلت موسي عليه السلام ومن قبله يوسف عليه السلام وعيسي ومريم.. وتجلي علي أرضها رب الأرباب في سيناء.
هنا يتوقف الحزام الناسف عن الحكي وقد اهتزت مشاعره ويتعجب من هؤلاء الذين تجمدت مشاعرهم فكانت كالحجارة أو اشد قسوة.. وهانت عليهم ارواحهم الشريرة.. وهم يعرفون ان كل شظية تنال من بريء فإنها تمنحه وسام الشهادة من الدرجة الإلهية العليا مع مرتبة الشرف.. لكن هذه هي الضريبة التي تدفعها بلادنا راضية مرضية لكي تعيد صياغة التاريخ بدم أطهر وأنبل ما فيها.. لكي تعيش شامخة واحدة قوية عصية علي سكين التقسيم مهما احتدت شفرته.
هنا يقول الحزام: ومهما بلغت قوة كافة الأحزمة.. لأنها في رباط هي وأهلها إلي يوم الدين.. وبقدر فخري بأن الهمجي المجرم قد تحول إلي أشلاء بانفجاري.. بقدر غضبي لأني تلوثت في اللحظات التي لفني فيها حول جسده المعطوب وياليتكم تجدون بين الاشلاء عقله المخبول وتنظرون وتحللون ما فيه.. وصدق الله العظيم في قوله: "ومن كان في هذه أعمي فهو في الآخرة أعمي وأضل سبيلا" "71 ـ الإسراء"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف