إيهاب شعبان
الأندية تخالف الفيفا.. والكاف لا من شاف ولا من دري
هالني ما قرأته في ميزانيات الأندية المصرية في الآونة الأخيرة فهي بمئات الملايين من الجنيهات. وهي أرقام ضخمة لم نكن نعتاد عليها حتي وقت قريب في الأوساط الرياضية. ولكن يبدو أنها اصبحت واقعاً حقيقياً. فميزانية الأهلي الأخيرة مثلاً بـ 950 مليون جنيه. يعني قاربت علي المليار جنيه. وفي الزمالك 248 مليون جنيه. وأقل منهما بقليل أندية اخري عملاقة.
وهذه الأرقام الرسمية المفروض انها تؤكد اننا نعيش في صحوة وطفرة رياضية عملاقة. والمفروض أننا نجد ابطالاً عالميين في أكثر من لعبة فردية وجماعية. أو علي الأقل نري كرة قدم عالمية في ملاعبنا. ومنشآت حديثة نستضيف فيها بطولات عظمي. ولكن في الحقيقة هذه الأرقام لا تختص وحدها الرياضة أو كرة القدم. وانما ايضا أرقام متخصصة لأعباء اخري تعني بالنواحي الاجتماعية في هذه الأندية. فتجهيز الحدائق والطاولات والرحلات والأنشطة غير الرياضية تستنزف أموالاً ضخمة. فالأهلي له ثلاثة فروع ويبني الرابع والصيد كذلك. والزمالك يستعد لبناء فرع ثان في 6 أكتوبر. ومن الطبيعي كل هذه التكاليف المهولة تدخل في ميزانية هذا النادي الرياضي.
وهنا نظن أنه يجب أن تكون وقفة واضحة وحاسمة بأن نفصل الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً عن الأنشطة الاجتماعية والثقافية وغيرها من الأعمال غير الرياضية. فقد اصبحنا في زمن الاحتراف الصعب. ويجب أن تكون هناك معايير احترافية مختلفة عن الدائرة الآن بالأندية المصرية. صحيح هي كذلك تقريباً في عدد من الأندية من الناحية الادارية. ولكنها ليست كذلك مالياً. لأنها يتم دمجها في الميزانية العمومية. ولا نعرف كرة القدم مثلاً هل حققت فائضاً أم وقعت في فخ الخسارة وما هي ايراداتها وما هي مصروفاتها وما استثماراتها.
وما نقوله ليس بدعة.. بل إن الفيفا طلب بذلك صراحة من الاتحادات القارية. بأن تكون الأندية المشاركة في بطولات الأبطال محترفة. وتتبع شركة كرة قدم في حد ذاتها. وهذه الشركة لها رئيس ومجلس ادارة وعضو منتدب. تهتم بالرعاية والتسويق والاستثمار والاعلام ولها مقر وملعب ولوائح احترافية تتوافق مع لوائح الفيفا. وميزانية خاصة. وتحصل علي رخصة من الاتحاد القاري بعد التفتيش علي امكانياتها. وأي شئ بخلاف ذلك فهي أندية هواة.
وكنا نعرف أن الأهلي والزمالك مثلاً منذ سنوات شرعاً في تنفيذ هذه الشروط لإنشاء شركتهما الكروية. ولكن توقف كل شئ فجأة بعد يناير 2011 ثم عادت تحركات الأهلي مع مجلسه السابق ثم توقفت مجدداً. وهناك تجاهل محلوظ في هذا الأمر من كل الأندية الكبري علي الرغم من ظهور بعض الأندية الكروية الخاصة مثل وادي دجلة وأف.سي.مصر وجينيس. والسبب فيما يبدو أن الاتحاد الأفريقي "الكاف" لم يعد يهتم طالما دوري الأبطال يحقق له أرباحاً طائلة. علي عكس الاتحاد الآسيوي الذي منع الأندية الكويتية والأردنية من كأس الاتحاد الآسيوي الشبيهة بكأس الكونفيدرالية الأفريقية.
وفي تصورنا أن انشاء شركات كرة القدم بالأندية في صالح الرياضة بكل تأكيد وفي صالح أعضاء الأندية. فما يصرف علي الرياضة يستفيد منه الرياضيون وما يخص اعضاء الجمعية العمومية يحصلون عليه. أما الجمع بين الاثنين فهذا صار من الماضي. ولم يعد صالحاً في عالمنا اليوم.