الأخبار
جلال السيد
فأتوا بسورة من مثله
جاء الإسلام برسالة للعرب خاصة وللناس أجمعين عامة.. بيد ان كفار مكة رفضوا دعوة الإسلام وكذبوا محمد رسول الله »صلي الله عليه وسلم»‬ ووقفوا في وجه الدعوة وحاربوها سنوات طوال وكان كفار مكة يتحدون النبي »‬صلي الله عليه وسلم» ويقدمون له اقتراحات غريبة فطلبوا منه تفجير الأرض بالمياه أو زحزحة الجبال بعيدا عن مكة ليكون هواؤها عليلاً أو ينزل عليه ملك من السماء يكون معه أثناء دعوته الناس إلي الايمان لكي يصدقوه أو ينزل عليه كنز من السماء ينفق منه علي أتباعه ومريديه بل قال رؤساء مكة يا محمد اجعل لنا جبال مكة ذهبا إن كنت رسولا.. وقال آخرون ائتنا بالملائكة يشهدون بنبوتك.. وفي كل هذه السنوات كان الله ينزل علي الرسول الوحي ويقول له: لا تتضايق من أقوالهم ولا بما يقترحون فلك أسوة في الرسل من قبلك حيث كذبوا فصبروا حتي أتاهم نصر الله.
ثم أنزل الله وحيه علي رسوله بأن يرد علي افتراءات الكفار فقال الله رد عليهم أيها الرسول بما يخرص ألسنتهم وقل لهم علي سبيل التحدي إذا كنت كما تزعمون أني افتريت القرآن فأنا واحد منكم وبشر مثلكم وأنتم أهل البيان والفصاحة والبلاغة وفنون الشعر والخطابة فهاتوا عشر سور من عندكم تشبه ما جئت به وتشتمل علي مثل ما فيه من تشريع ديني ومدني وسياسي وحكم ومواعظ وأنباء غيبية عن الماضي وعن المستقبل مثل ما اشتملت عليه سور القرآن من البلاغة والفصاحة التي تأخذ بالعقول والألباب ودعاهم الرسول ان يستعينوا بأي أفراد أو تكتلات أو أعوان لكي يبرهنوا أن القرآن من اختراع محمد ولما عجز الكفار تحداهم الرسول أن يأتوا ولو بسورة واحدة وأكد لهم عجز الإنس والجن علي الاتيان بمثله.. ولما عجزوا عن الإتيان بسورة واحدة تبين لهم ان هذا القرآن من عند الله وحده وبقدرته ولا يستطيع إنزاله بتلك الصورة أحد سواه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف