الأخبار
جمال زهران
المواجهة الشاملة للإرهاب هي الحل
خمسون شهيدا.. وأكثر من (120) مصاباً من المصريين؛ حصيلة ضحايا الإرهاب الأسود في كنيستي مطرانية طنطا (وسط الدلتا) والمعروفة بعروس الدلتا؛ والمقر الباباوي في الأسكندرية؛ وفي يوم واحد هو/ الأحد 9 أبريل 2017م. ويقع هذا الحدث الإرهابي قبل أسبوع واحد من عيد القيامة المجيد لأشقائنا في الوطن أقباط مصر؛ يذكرنا بالحادث الأليم قبل شهر من عيد الميلاد المجيد (7 يناير2017م)؛ وراح ضحيته ما يفوق هذا العدد!!
فهل من دلالة بين الحادثين؛ وما بينهما من أحداث فرعية ومحدودة وضحايا أقل؟؟ بوضوح؛ فكما قلت كثيرا من قبل؛ إن افتقاد المناخ للحسم والمحاسبة الصارمة كان زادا ودافعا مباشراً لمثل هذه الأحداث. فالحسم والمحاسبة هما أكبر رادع للتفكير في الخطأ أو التطرف. فالمحاكمات البطيئة.
للإرهابيين وربما تؤدي إلي براءات أو تسويات أو صفقات؛ وكأن الجرائم الإرهابية التي قام بها المجرمون لم تقع من أصله!!
فلقد قال السيد الرئيس السيسي في أحداث كنيسة البطرسية بالكاتدرائية بالعباسية في ديسمبر 2016م؛ أنه لابد من تغيير قانون الإجراءات في شهر واحد!!
ومضي (4) شهور !! فمن المسئول ؟! فإذا لم يكن البرلمان قادراً فليحل البرلمان؛ وإذا لم يكن وزير العدل قادراً فليرحل مثل غيره؛ وإذا كانت الحكومة غير قادرة علي ترجمة تعليمات الرئيس لتفادي تكرار الأحداث؛ وتجنب ضحايا جدد؛ وخلق مناخ الحسم والمحاسبة الذي أدعو له دائما في مقالاتي؛ فلترحل الحكومة؛ ولتأت حكومة جديدة لتخلق مناخا جديداً؛ ومصر عامرة بقيادات ورموز أكثر جدية وعطاء من هؤلاء وينتظرون الفرصة؛ والقول بأن هناك من يعتذرون؛ أو أن الاعتذارات كثيرة.. الخ؛ نقول لهم إن من يفكر في الاختيار هو الذي يحتاج إلي التغيير.
المهم الآن؛ وبعيدا عن »الولولة»‬؛ والصخب؛ نقولها بحسم؛ فهذا الحادث خطير للغاية؛ ويختلف عما سبقه للعديد من الاعتبارات. فقد جاء بعد عودة السيسي من أمريكا ليسهم في إجهاض نتائج الزيارة؛ ويغطي عليها إن كانت فيها فوائد؛ ويتوازي مع الضربة الأمريكية لسوريا التي وقعت قبل أن يصل السيسي إلي أرض الوطن لإجهاض الزيارة والتشكيك في الموقف المصري ودورها ووضعها في أسوأ المواقف الحرجة. كما أنه يأتي قبل زيارة بابا الفاتيكان ليزيل الجفوة الحادثة مع مصر »‬كنيسة وأزهراً» يوم 29 أبريل القادم؛ وهي ضربة جديدة للسياحة التي كلما تعافت؛ وقع حادث له من التأثير الكبير علي عودتها إلي سيرتها الأولي؛ وهو ما له تداعيات خطيرة علي الاقتصاد الوطني؛ وهو هدف أساسي من الإرهاب الأسود؛ وتأكيد للمؤامرة المحبوكة للاستعمار الغربي وأعوانه من إخوان وقاعدة وداعش.. الخ؛ والسلفيين الوهابيين؛ بهدف إفقار مصر وشعبها؛ لإزالة دورها القيادي ليكون تابعا. ولمواجهة ذلك كله؛ فان الأمر يستلزم مواجهة شاملة.
وقد أحسن الرئيس السيسي صنعا؛ عندما خرج علينا عقب اجتماع مجلس الدفاع الوطني بعدة قرارات؛ أؤيده فيها؛ وخاصة المجلس الأعلي لمواجهة الإرهاب والتطرف؛ لكن يبقي أن يتم ملؤه بالكفاءات الحقيقية بعيدا عن رموز الفساد والإرهاب؛ لأنهما لن يصنعا مستقبلا جيداً لمصر والمصريين؛ بل إن في استمرار هذه النوعية؛ إعادة لإنتاج مناخ الفساد والإرهاب من جديد؛ وفي شكل مختلف؛ وكأننا لم نفعل شيئاً!! وأذكركم بالحسم والمحاسبة فهما أساس الشرعية.
ومازال الحوار متصلا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف