جلال دويدار
تشكيلات منظومة الإعلام اتسمت بالتوفيق والمسئولية
أخيراً وبعد ترقب وطول انتظار صدرت قرارات تشكيل الأجهزة المنوط بها إصلاح مسار الإعلام سواء المقروء أو المرئي أو المسموع.
في هذا الشأن فإنني أرجو أن يكون هناك مزيد من هذه المسئولية تجاه مواقع الأخبار الالكترونية التي أصبحت ظاهرة في الأخطاء والبلبلة الإعلامية فيما تنشره من أخبار غير صحيحة. هذا النشاط أصبح له تأثير خطير علي أمن واستقرار الوطن.
هناك أمل كبير معقود علي المجلس الوطني للاعلام الذي يتولي مسئولية المنظومة الإعلامية بكل فروعها وكذلك بالنسبة لرافديه الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام. في هذا الشأن فإنه تتوجب الاشادة بالتوفيق الذي صاحب اختيار الزميل والصحفي المخضرم الوطني مكرم محمد لرئاسة المجلس الأعلي للإعلام وتولي كل من الزميل كرم جبر والإعلامي حسين زين مسئولية هيئتي الصحافة والإعلام.
من ناحية أخري فقد روعي الحرص في عضوية المجلس والهيئتين علي توفير التوازن وأن تكون العناصر المختارة ذات سمعة طيبة صحفياً ومهنياً. المهم في هذه المرحلة أن يكون هناك توافق وتنسيق وتعاون للوصول إلي هدف الإصلاح المأمول للأداء الإعلامي بشكل عام.
إن أحداً لا ينكر أن هذا الاعلام شهد انحطاطا وانحرافاً عن أهدافه السوية منذ ثورة ٢٥ يناير. تجلي هذا الانحطاط - كما سبق أن كتبت فيالعديد من المقالات - في عدم مراعاة المصلحة الوطنية والتخلي عن الحرفية والمصداقية في معالجة المشاكل التي واجهت هذا الوطن. لا ينسي لهذا الإعلام دوره السلبي الذي استند إلي القصور في المهنية والوعي السياسي والجنوح إلي الانتهازية والاستسلام للأحقاد وهو ما جري بالتهليل والتسويق لجماعة الإرهاب الإخوانية. هذا الإعلام انحرف عن مسيرته وساهم ومهد الطريق أمام هذه الجماعة لحكم مصر وبالتالي يتحمل مسئولية الكوارث التي ترتبت علي ذلك ومازلنا نعاني منها حتي الآن.
لقدكان من أسوأ مظاهر هذا الاداء تسليط الأضواء علي عناصر التطرف الارهابي وتقديمهم باعتبارهم أبطالاً .المثال المؤسف لهذا السلوك تمثل في ظهور القتلة الذين اغتالوا الرئيس الراحل أنورالسادات - الذي كان وراء انتصار أكتوبر المجيد - علي شاشات التليفزيون ضمن قائمة هؤلاء الأبطال. علي نفس الوتيرة تنافس مقدمو برامج التوك شو علي تقديم رموز الجماعة الإرهابية كنجوم في برامجهم.. وسارت بعض الصحف علي نفس المنوال أيضا. علي هذا الأساس فإن ما كتبناه تنديداً بهذا الإعلام والمطالبة بسقوطه لم يتجاوز الحقيقة حيث إن ما حدث بتأثيراته المدمرة علي الوطن.. كان أكثر من الواقع بكثير.
إن المجلس الوطني للإعلام ومعه هيئتا الصحافة والإعلام عليهما تحمل مسئولية تصحيح السياسات والتوجهات الإعلامية لخدمة الصالح الوطني.. والالتزام بالنقد البناء الذي يساعد ويشجع علي الإصلاح وبذل الجهد والعرق من أجل إعادة البناء. أنه مطالب من خلال رسالته ومسئوليته استخدام ما يملكه من قوة تأثير علي الرأي العام في محاربة ومكافحة الفكر المتطرف وإعادة الصورة الذهنية الجميلة لمصر المحروسة بتاريخها وتراثها.
تحقيق هذا الهدف يتطلب إعطاء المزيد من التركيز والعناية لتدريب الاجيال الجديدة من الاعلاميين وتوعيتهم بأهمية وقدسية الدور المنوطين بهم وأن يؤدوا مهامهم بشفافية وبالشكل الذي يتفق مع القيم ومصالح الوطن.
لا يفوتني في هذا الأمر أن أشهد أنه كانت هناك محاولات لتحقيق هذا الهدف قبل ثورة ٢٥ يناير من خلال المجلس الأعلي للصحافة. ظهر هذا جلياً في إنشاء أكبر وأعظم مركز تدريب صحفي وإعلامي علي أحدث النظم العالمية في مبني المجلس علي كورنيش النيل بجوار الهيلتون. تعرض هذا المجلس في إطار عملية التدمير والتخريب التي قادتها جماعة الإرهاب الإخواني بعد ثورة ٢٥ يناير للحرق والسرقة رغم أنه لم يكن له أي علاقة بمبني الحزب الوطني أو أنشطته.
كم أرجو أن يتبني المجلس الوطني للصحافة والإعلام بخبرة وحصافة قيادته إقامة صرح مشابه لما تم تدميره. هذا المركز كان يشغل طابقين ضمن الأدوار الأربعة الشاسعة التي كان يشغلها المجلس الأعلي للصحافة. لابد أن يدرك الجميع أن غياب التدريب والتأهيل والتوعية للمنتمين لمهنة الصحافة والإعلام كان أحدأسباب انهيارها وانحطاطها وهو مايجب ألا يستمر بأي حال من الأحوال. إن تفعيل دور الأجهزة الجديدة لإدارة شئون الصحافة والإعلام بتشكيلاتها الجديدة يحتاج وحتي تنجح مهامها إلي إيمان وتعاون الدولة وتقديم جميع المساعدات والتسهيلات اللازمة. لانهاء المشاكل ودعم التحديث للمطابع والأجهزة.