الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
مشاهير خارج القاهرة
الشيخ سيد النقشبندي كروان الابتهالات والانشاد حاز إعجاب المسلمين. والعرب في أنحاء العالم شدي بصوته الجميل الرائع في سوريا التي عشقت صوته. وباكستان حيث احتفوا به هناك والسعودية وقد أمتع الحجيج بحنجرته الذهبية وغيرها من بلاد الشرق والغرب كان رحمه الله صاحب اذن موسيقية حساسة مكنته من معرفة السلم الموسيقي باقتدار صاحب صوت يتغلغل في حواسك. ويدغدغ مشاعرك ويمس شغاف قلبك وهو يمدح سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أو حاكيا موقفا للرسول أو قولا من احاديثه النبوية صيغت شعرا.
اقام في طنطا في رحاب السيد البدوي كان بيته مقصدا لجميع الناس لمن يصادفه ومن يحبه ويعشق صوته ولمن يطلب معونة أو مساعدة أو معروفا كنت اقول له: ان منزلك ياشيخ مثل المسجد مفتوح لكل الناس فيرد قائلا: الحمد لله.. يلتقي في بيته كل أصناف البشر.. الفنانون والأدباء والصحفيون وقراء والقرآن والمسئولون والضباط ورجال القضاء وأساتذة الجامعات.
فتح الله عليه بأموال كثيرة. أنفقها كلها في سبيل الله.. معونة لهذا أو مساهمة لمحتاج لم يترك لاولاده سوي سمعة طيبة والحب الخالص والفن الراقي.. لم يترك لأولاده دينارا ولا درهما وكان أوفي الناس له بعد وفاته الرجل الصالح أحمد القصبي محافظ الغربية الاسبق الذي كان يعرف كرم الشيخ وزهده في الحياة فوفر لزوجته التي ارتبط بها بعد وفاة ام اولاده الكبار وفر شقة سكنية لها ولاولاده الصغار منها ويكفي الشيخ النقشبندي ما تركه لمحبيه من تسجيلات رائعة تملأ سماء الدنيا متعة وجمالا علي مدي السنين وخصوصا في شهر رمضان الكريم جمعني به دائما فضيلة القارئ الشيخ عبدالرحمن سعد أستاذه في الموسيقي واستاذ الشيخ المرحوم محمود خليل الحصري والذي ظل وفيا لشيخه حتي وفاتهنا رحمها الله.
كان الشيخ عبدالرحمن سعد - وهو شقيق المصور الصحفي بأخبار اليوم الاستاذ حسن سعد زميل المرحوم عبدالعاطي حامد في المغامرات الصحفية كان رحمه الله فنانا عازف عود من الدرجة الاولي ودائرة معارف نادرة ترك مكتبة عامرة بالاف الكتب.
التقي به في منزله وبعض المثقفين فقرأ شعرا ونسمع عزفا موسيقيا وفي منتصف الليل نذهب الي منزل الشيخ سيد النقشبندي حيث نجد عددا من المشاهير وغيرهم التقيت القصاص الشهير سعد مكاوي وعبدالعاطي حامد ومحمد علي ماهر صاحب الحلقات الاذاعية "احسن القصص" والشيخ سعيد حافظ صاحب الصوت الرائع الشبيه بصوت النقشبندي رحمه الله.
بوفاة الشيخ سيد انتهت ليالي السمر في طنطا ولم يعد بها من بجمع الناس للحديث عن الفن والموسيقي والأدب والشعر.
كان الدكتور ابراهيم عواره البرلماني المعروف وأمد الله في عمره عاشقا لصوت الشيخ سيد ويحتفظ لديه بتسجيلات نادرة للشيخ وأهمها تسجيل بصوته لسورة المزمل التي يتجلي في قراءتها وخاصة ان نهايات الايات فيها تساعد علي ابراز جماله وتمكنه.. وبعد وفاة الشيخ سيد ظل الدكتور ابراهيم عواره يحتفل بذكري الشيخ سيد بمسجد السيد البدوي حتي منعته ظروفه الصحية.
رحم الله الزعيم أنورالسادات الذي كان سببا لأن يعرف الناس في مصر صوت النقشبندي يستمتعون بصوته وليصبح علامة مضيئة القدوم شهر رمضان والذي اتخذ من طنطا محلاً لإقامته فزادها شرفا وقدرا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف