يا مصر قومي ولملمي توبك قدرك ومكتوبك
الذكريات مرة انتي بقيتي حرة من إيه بقه كسوفك
يا شامخة زي النخيل وتاريخ كفاحك طويل
مالناش في حبك بديل يا ما بكره حانشوفك
قومي ارفعي جبينك دا الكل شايفينك
صاحب هذا الكلام الجميل هو شاعر العامية المبدع مصطفي عبدالمنعم الذي طاف الدنيا شرقاً وغرباً يترنم باسم مصر وينشد ألحانها ويرسم اسمها بين الأمم بأحرف من نور إبداعه الذي وهبه منذ أن أمسك القلم وبدأ كتابة الشعر لها ولأرضها ولطينها ولناسها الطيبين. معبراً للعالم عن معني الانتماء والولاء لكل ذرة في أرضها.
وبقدر طواف هذا المبدع حصل علي أكثر من 600 شهادة تقدير من جهات داخلية وخارجية كرمته امتناناً بعطائه الذي يقدمه لمصر بلا مقابل. وتقديراً لموهبته التي أنتج من خلالها أعذب الكلمات التي تحمل رسائل تعليمية وتنويرية وتثقيفية لأبنائها وللمواطنين من مختلف الطبقات.
تجلس بين يديه لتسمعه فتشعر وكأن معلمك أو والدك أو مربيك أو قدوتك يبث إليك المعني الجميل فتقتنع بمضمونه وتتحمس لأن تنفذ ما جاء به من أمر أو تمتنع عما جاء به من نهي. وتشعر أنك كنت عجينة طرية بين يديه امتلك القوة والقدرة علي أن يشكلها في أجمل صورة من أجل مصر. ولهذا لقبوه بشاعر الوحدة الوطنية وشاعر الشباب وشاعر الثورة.
لقد جمعني به أكثر من لقاء في مناسبات عامة تجلي صوته وإلقاؤه المؤثر لدرجة البكاء أحياناً وتجاذبنا أطراف الحديث حول المبدعين والأدب والفن والشعر والجوائز والتكريم وغير ذلك مما يجول بخاطر كل مبدع وشعرت ببعض الأسي يجتاح كيانه بسبب ذلك التجاهل الذي تعامله به الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للثقافة والذي لم يفكر أن يمنحه ولو جائزة الدولة التشجيعية.
صحيح أن هذه الجائزة وغيرها من جوائز الدولة سواء التقديرية أو التفوق أو غيرها هي جوائز يمنحها المجلس الأعلي لثقافة في فروع الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بناء علي ترشيح عدد من المؤسسات والهيئات العلمية والثقافية. لكن نحن نعلم ما في الجراب يا حاوي. إذ كثيراً ما تكون هذه الترشيحات موجهة بمعني أن الدولة لا تمنح جوائزها إلا لمن تريد وليس لمن تم ترشيحه.
أقول ذلك وكلي أمل أن يتم ترشيح هذا المبدع الكبير لنيل الجائزة التشجيعية علي الأقل لأنه جعل من قصائده الوطنية المبدعة سفيراً حسناً لدي كل بلاد العالم يعلي شأن بلاده ويتغني باسمها فسمع الدنيا إلا أم الدنيا مصر. وهي والله أبسط ما يتمناه المبدع يواصل مشواره وعطاءه. وياريت ننتهي من آفة تكريم المبدعين بعد الوفاة.