>> هل يوجد حقًا ما يسمى «إسلام سياسى»؟.
إن كان بحق هناك «إسلام سياسى».. أى إسلام متخصص فى السياسة.. فلماذا لا يوجد إسلام رياضى وإسلام زراعى وإسلام فنى وإسلام بيئى وإسلام صناعى؟.
أسأل لأننا تقبلنا الأمر وكأنه حقيقة وواقع!.
ابتلعنا فكرة استدراج الدين الإسلامى وإقحامه فى مستنقع السياسة القذر!. برضانا وافقنا وبعد ذلك تأخذنا الدهشة المعجونة فى بلاهة وبلادة.. وباستغراب نسأل: لماذا كل هذه الحرب الشرسة على الإسلام؟.
ألم يخطر على بالنا يومًا أن نسأل أنفسنا: لماذا الإسلام وحده هو ما أقحموه فى السياسة؟.
هل اختراع مسمى الإسلام السياسى.. جاء محض مصادفة أم أنها مسألة مرتبة.. بدأت بيقين منا على أن الدين الإسلامى.. فيه ما يسمى بالإسلام السياسى.. والمغزى ربط الإسلام كدين بالسياسة كصراع!. وصراعات السياسة فيها الكذب وفيها الغدر وفيها الفتن وفيها المصالح وفيها الكراهية وفيها القتال وفيها الدم.. وهذا هو المطلوب.. وصم الإسلام بكل ما فى السياسة من خطايا!..
اللعبة.. لعبة جرجرة الدين الإسلامى ليكون لاعبًا فى ملعب السياسة.. بدأت فى أفغانستان وقت غزو الاتحاد السوفيتى لأراضيها!. وقتها الشيطان يعظ!. قال «إيه».. الكفر والإلحاد دنس أراضى إسلامية!.
الغرب بقيادة أمريكا.. حولوا صراعًا سياسيًا بين الغرب والشرق.. إلى حرب دينية بين الإلحاد والإيمان!.
الدين الإسلامى فى خطر.. الإلحاد يحتل أراضى إسلامية.. لابد من الجهاد.. واإسلاماه!.
الحرب باسم الدين الإسلامى.. الغرب هو الذى قرر هذه الحرب!. هو الذى أعلن وهو الذى رتَّب.. وهو الذى فتح ترسانة أسلحته للجهاد والمجاهدين وهو الذى طلب رسميًا من الدول الإسلامية.. السماح للشباب من كل أرض إسلامية.. بالذهاب إلى أفغانستان.. للجهاد!.
ألم يكن ذلك إقحام الدين الإسلامى.. فى صراع سياسى بين الشيوعية والرأسمالية؟. ألم يكن الإسلام بريئًا من بحور الدم التى جرت على مدى سنوات؟. ألم تكن المسألة من أولها لآخرها.. تجربة عملية لخلق جماعات مسلحة مختلفة بمسميات مختلفة.. لأجل أهداف مستقبلية.. تحارب فيها هذه الجماعات الدول المطلوب إسقاطها.. بالإنابة عمن يريدون إسقاطها.. وسوريا مثال!. إنه الجيل الرابع والخامس للحروب!. جماعات إرهابية.. تحارب جيوشًا نظامية!.
طُعْم مسمم اخترعه الغرب وخطط له وقدمه لنا بصورة عملية شكلها منطقى.. وهو الجهاد تحت راية الإسلام ضد والعياذ بالله قوى الكفر والإلحاد!. ابتلعنا الطُعم فى لحظتها دون إدراك المضمون الرهيب الذى سينجم عن هذه الكارثة.. وبحور الدم التى لم تتوقف من يومها وللآن أكبر دليل!.
فى لا وقت وافقنا على مشروع الجهاد باسم الإسلام ضد الإلحاد!. لم نأخذ وقتًا لنفكر.. لأن المخطط الشيطانى جاء على هوى جماعة الإخوان ومشتقات جماعة الإخوان بأسمائهم المختلفة فى الدول العربية تحديدًا!. هللوا وكبروا وكيف لا يفعلون والشعار الذى ترفعه الجماعات التى نسبت نفسها للإسلام والمتحدث الرسمى الوحيد باسم الإسلام.. الشعار.. كان ولا يزال الجهاد!.
الجهاد ضد من؟ لا أحد يعرف إجابة محددة.. لأنهم جعلوا كل الاحتمالات واردة!. ضد المجتمع المسلم «الكافر» الذى يعيشون فيه.. ممكن!. ضد مجتمعات «الفسق غير المُوَحِّدة».. جائز!. الأهم أن يبقى الهدف.. وهو الجهاد.. شعارًا مرفوعًا.. لدغدغة مشاعر أهالينا البسطاء.. الذين صدقوا أنها مسألة وقت.. ورايحين القدس بالملايين لتحريرها!. أهالينا عاشوا هذا الوهم سنين.. إلى أن اكتشفوا الحقيقة!. ولا ملايين ولا قدس ولا رايحين.. والذى «راح» من الإخوان للقدس الخطاب «إياه» الخالى من الجهاد.. الملىء بالود والتزلف والنفاق .. لكبير للصهاينة!. فاكرين كلمات د.محمد مرسى .. الصديق الوفى العزيز!.
أولياء أمر الإسلام.. الجماعات التى نسبت نفسها للإسلام وكأنهم وحدهم المسلمون!.. هذه الجماعات احتكرت الإسلام لنفسها.. وحقق لها الغرب الحلم الذى تنتظره.. الذى هو فى الواقع فخ نصبوه للإسلام والمسلمين!. وهل هناك أسوأ من ربط الإسلام والمسلمين بالوحشية وسفك الدماء.. ومن الذى نفذ ولا يزال.. مخططات الشيطان؟. إنهم الجماعات المسماة بالإسلامية.. صنعها الغرب ويساندها بواسطة دولة عربية للأسف!.
يا حرام.. الغرب «صعبان» عليه سقوط دولة إسلامية فريسة للإلحاد.. وأعلن الجهاد ضد الإلحاد.. بشباب المسلمين وأموال المسلمين.. والمصيبة أننا صدقنا!. كل الدول العربية قررت الدخول فى الحرب ضد الاتحاد السوفيتى.. نيابة عن الغرب!. قال «إيه» الجهاد ضد الإلحاد باسم الإسلام وأموال المسلمين ودماء شباب المسلمين!.. وهل هناك أسوأ من ربط الإسلام والمسلمين.. بالوحشية وسفك الدماء؟!.
هنا.. بدأ توريط الإسلام فى السياسة!. الإسلام.. والعبادات والمعاملات.. الممثل الرسمى له جماعات مسلحة ترفع راية الإسلام!. بدأت بجماعة واحدة لها مسمى.. وانتهت إلى جماعات كثيرة يجمعها شعار الجهاد باسم الإسلام.. وتفرقها مسميات كثيرة وفقًا للتمويل ومصادره!. الجماعات التى تمولها قطر مثلًا.. الجهاد تحدده سياسة قطر! . وقطر سياستها تنفيذ التعليمات التى تتلقاها من أسيادها!.
الغرب اخترع الجهاد باسم الدين الإسلامى ضد الإلحاد!. الغرب.. هو الذى درب شباب المسلمين الذين تطوعوا من مختلف الدول العربية والإسلامية.. وقام بتسليحهم وصقلهم لاحتراف القتال فى الجماعات المسلحة!. البداية تبدو وكأنها فكرة سامية.. بلد إسلامى تم غزوه واحتلاله من قبل جماعات ملحدة.. مَن غير الشباب المسلم يقع عليه عبء الجهاد ضد الإلحاد؟!
الشباب المفتون بقوته، بهرته فكرة الجهاد المُسيطِرة عليه تمامًا من الجماعات الإسلامية التى صادرت بأفكارها فكره وأفقدته عقله ووجدانه وسلبته إرادته.. أمام اختياره من دول الغرب تحديدًا.. وتكليف دول الغرب له.. كأفضل من يقوم بالجهاد ضد قوى الإلحاد التى تدنس الأراضى الإسلامية!.
الغرب كعادته.. «اشتغل» الجماعات الإسلامية.. فى الدول العربية.. التى هى الإخوان ومشتقات الإخوان.. وأقنعهم بأن اختياره لهم دليل ثقة على أنهم أفضل من يقوم بهذه الحرب المقدسة.. وأنها دينية وليست سياسية!.
الجماعات الإسلامية.. قيادتها تعرف جيدًا الحقيقة.. وتدرك أنها تلعب دورًا لا يخرج عن المخطط الذى اخترع من العدم هذه الجماعات!. القاعدة العريضة فى الجماعات «حَافظة» وليست فاهمة.. لأن الدستور الذى يحكمها من كلمتين ونص.. السمع والطاعة!. القيادات فى إطار السمع والطاعة.. أقنعت قواعدها.. بأنهم «اشتغلوا» الغرب.. «ويضحكون» على الغرب.. وأنهم من يخططون.. والغرب ينفذ.. وحلم الخلافة قادم.. وأفغانستان «بشاير» الخلافة!. اليوم.. جهاد ضد الاتحاد السوفيتى.. وغدًا.. الجهاد ضد الغرب نفسه لفرض الخلافة على العالم كله الكافر!
بهذا المنطق ظهر تنظيم «الدولة الإسلامية».. وهذا هو الاسم الذى يطلقه الغرب على داعش.. والهدف معروف وسأعود له بعد قليل.. بعد أن نعرف ماذا حدث.. عندما انتهى فيلم الجهاد الإسلامى فى أفغانستان؟.
الاتحاد السوفيتى رحل.. وبقى الشباب الذى حمل السلاح سنوات. هذا الشباب ترك بلاده فى رحلة بدايتها جهاد.. ونهايتها جماعات مسلحة مرتزقة.. بمسميات إسلامية وأفكار جهادية.. وتقبض مقابل ما تقوم به!.
من «رَحِم» الجهاد ضد الإلحاد.. أصبح موجودًا فى العالم.. جماعات جهادية مسلحة.. ليس مهمًا الجهاد ضد من.. لأنها لا تقرر إنما تنفذ.. رحل الإلحاد وبقيت جماعات الجهاد المسلحة.. تنتظر مهام جديدة.. لأنه لابد أن يبقى عمل هذه الجماعات تحت راية الإسلام وأن يبقى توقيع الإسلام على كل عمل إرهابى تقوم به.. وهذا ما أثبتته الأيام!.
بعد سقوط العراق وتسريح جيشها وبداية تمزيق أوصاله.. شاهدنا ظهور بعض هذه الجماعات هناك!. ورأيناها تحارب بعضها بوحشية بالغة.. وليس هذا بمستغرب.. لأن كل جماعة يمولها ويدعمها جهاز مخابراتى لدولة.. وأهداف الدول تختلف!.
شاهدنا هذه الجماعات الجهادية التكفيرية تتبارى فى تقديم أبشع صور الوحشية والترويع!.
الفيديو الذى تم تصويره والحرص على أن يراه أكبر عدد من سكان العالم!. واحد من المجاهدين باسم الإسلام.. يقوم بذبح إنسان.. مثلما يتم ذبح أى خروف!. سلوك همجى من مخلوق معدوم الإنسانية!. عبقرية مخترع هذه الجماعات والراعى لها.. استغلال أسوأ وأقذر سلوك بشرى.. وتطويعه ليكون مرتبطًا بالإسلام والمسلمين!.
الوحش الآدمى الى يذبح إنسانًا.. يقوم بالتكبير باسم الله.. ويتلو الشهادتين! المعنى الذى أرادته هذه الرسالة القذرة.. واضح ومباشر ولا يقبل أدنى شك.. الذى أرادته هذه الرسالة الدموية.. الإسلام دين إرهاب والمسلمون إرهابيون!.
... ومرت الأيام.. وجاءت جماعات واختفت أخرى بعدما أدت المطلوب منها.. وبدون سابق إنذار.. فوجئنا فى الوطن العربى.. بجماعة جهادية تكفيرية مختلفة عمن سبقوها!. ظهرت فى العراق.. ومن الاسم الذى وضعته قناة الجزيرة القطرية وكبريات وسائل الإعلام فى الغرب!. الجماعة.. اسمها الذى تحرص الجزيرة على وصفها به.. تنظيم الدولة الإسلامية!.
إذن نحن أمام مشروع جديد.. أشبه بحدوتة الجهاد ضد الإلحاد!. تنظيم الدولة الإسلامية.. كل يوم يحتل مساحات كبيرة داخل العراق!. مساحات أرض تسقط أمامه كل يوم.. لأن وحشيته ودمويته وإرهابه.. أصبحت على كل لسان!. الغريب.. إدانات من العالم.. فقط إدانات.. «الدولة الإسلامية» تتوسع وإرهابها يتضاعف والكل يتفرج!. تنظيم الدولة الإسلامية مدعوم بأحدث أسلحة الغرب!. يمتلك صواريخ أرض أرض وأخرى أرض جو!. من يمول؟ من يمد بالسلاح؟ من يعالج مصابيهم؟ وأسئلة أخرى كثيرة.. يقينى أن الله سيفضح كل من قام بدور فى دعم داعش!.
داعش «فرع» ليبيا.. وكل جماعات الإرهاب فى ليبيا.. قطر مسئولة عنها «مونة وأجرة» بلغة أهل المعمار!. ما أنفقته قطر على جماعات الإرهاب فى سيناء وليبيا وسوريا.. كان كافيًا لأن يجعل الوطن العربى خاليًا من الفقراء.. ما علينا!. داعش «فرع» ليبيا أخذته العزة بالاسم.. وأراد أن يوجه رسالة من «الراعى» قطر إلى مصر.. فماذا فعل؟
قبضوا على 21 من أهالينا المصريين الذين تَغَرَّبوا لأجل لقمة العيش!. جماعة الإرهاب المرتزقة التى تقتل وتُرْهِب وتُشَرِّد وتُرْعِب.. مقابل دولارات قطر.. خطفت وذبحت وصورت الشباب!.. وإمعانًا فى الإساءة للإسلام.. حرصوا على تسجيل همجيتهم.. صوتا وصورة ليراها العالم!.
داعش «فرع» ليبيا.. ظن أن ليبيا مثل العراق.. ونسى أن مصر فى الجوار!. قطر التى ترعى كل إرهاب فى ليبيا.. لم تكن تدرى أن مصر غِيِرْ!.
الانتقام المصرى جاء سريعًا وجبارًا وهائلًا!. القيادة المصرية بحثت الأمر واتخذت القرار ونسور مصر فى قواتها الجوية.. هم من سينفذون الردع!.
جيش مصر جاهز فى كل وقت وأى مكان!. وكالعادة ما إن صدر تكليف قائد القوات الجوية للقاعدة الجوية التى ستنفذ العملية.. الكل يريد نيل شرف هذه المهمة!. الطيارون المصريون نفذوا ضربة جوية.. أظنها ستدرس فى الأكاديميات العسكرية!. الطيارون المصريون.. دخلوا ليبيا ودمروا معسكر داعش وعادوا إلى قاعدتهم سالمين!.
دخلوا ودمروا وعادوا.. وأحد لم يعرف فى العالم.. إلا بعد إعلان مصر للخبر!. لا سفن الناتو الموجودة قبالة الشواطئ الليبية.. راداراتها رصدت أو حتى سمعت.. ولا أقمار صناعية رأت!. لماذا؟. لأن نسور مصر.. دخلوا وخرجوا.. على ارتفاع أمتار من سطح الأرض.. وهذه كفاءة قتالية.. لا يقدر عليها إلا المصريون!.
أعود إلى داعش.. وسؤال منطقى حول تصريحات زعيمه أبوبكر البغدادى.. بعد أول ظهور لداعش فى العراق وقوله: إن الأرض التى احتلها هى ميلاد تنظيم الدولة الإسلامية!. وقال ثانية: نحن نقوم الآن بالجهاد القريب.. أى الجهاد ضد المسلمين الكفرة.. حكامًا ومحكومين!. أما الجهاد البعيد.. فسيكون ضد الدول الكافرة التى سنخضعها للدولة الإسلامية!.
قال البغدادى هذا.. وهو يعلم جيدًا مثلما من اخترعوه ويدعمونه بالمال والسلاح يعلمون.. أن المسموح به لداعش.. رفع راية الجهاد ضد المسلمين الذين «تشاور» عليهم قطر وأسيادها!..فهل نجحت الجماعات فى مهامها أو حققت قطر أغراض أسيادها.. للنيل من مصر مثلًا؟!.
أبدًا والله.. بقيت مصر صامدة.. وفشلت كل محاولات الفتنة بين شعبها!.
أبدًا والله.. لم تسقط مصر ولن تسقط مصر.. ولن تنتصروا على المصريين!
أقول للقتلة: ومن وراءهم: أنتم لا تعرفون.. لأنكم لا تتعلمون!.
لو كان المصريون يخافون.. ما حدثت ثورة 30 يونيو وما سقط الإخوان وما فشلت مؤامرة تمزيق مصر!.
لو كان المصريون غافلين.. ما طلب المشير السيسى وقت كان وزيرًا للدفاع.. تفويضًا من الشعب للجيش.. لأجل مواجهة إرهاب محتمل!.. لو كان المصريون يَشُكُون.. ما نزل 40 مليون مصرية ومصرى فى ميادين وشوارع مصر يوم 26 يوليو.. فى رمضان والصيام وتهديدات الإخوان.. نزلوا يبايعون السيسى ويفوضون جيشك يا مصر.
مصر.. كانت وستبقى عَصِيَّة عليكم.. بفضل الله وعظمة وعبقرية شعب لم يُسْتَدْرَج لفتنة أو يرتعب من إرهاب!.
شعب يقدم أغلى ما يملك.. شهداء فى محراب فداء الوطن!.
بحق دماء كل الشهداء.. علينا ألا نسمح للأوغاد بالنيل من عزيمتنا وإرادتنا أو التفريق بيننا!.
حق كل شهيد علينا.. أن نكمل المشوار الذى اقتربت جدًا نهايته.. نهاية الإرهاب وجماعاته ومن يدعمونه بالسلاح ويمدونه بالذخيرة ويمولونه بالمال!.
اللهم احتسب أحباءنا ضحايا الإرهاب.. شهداء واجعل أرواحهم شموعًا تبدد ظلام الجهالة.. اللهم بَلِّغْنا عيد القيامة المجيد.. وقد اقتلعت مصر جذور الإرهاب.
يا حبيبتى يا مصر.. أبدًا لا تخافى!.
وللحديث بقية مادام فى العمر بقية