ألم أقل لكم إن الوضع خطير واننا نحارب ارهابا شرسا يستوجب ان نتكاتف جميعا لمواجهته؟ قلت ومازلت أقول إننا في وضع يحتاج إلي اليقظة التامة. وان نترك ذلك الترهل الذي ننعم به. وليس أدل علي ذلك من حدوث تفجيرين في آن واحد. أحدهما في طنطا والآخر في الإسكندرية. الأمر لا يدل علي نجاحهم أو تفوقهم بل يدل علي خيبتنا وفشلنا ونومنا في العسل.
لقد هب المسئولون في كل محافظات مصر بعد الحادث وقدموا واجب العزاء في ضحايا كنيستي طنطا والإسكندرية. للبابا تواضروس الثاني والكنيسة المصرية وإلي اساقفة المطرانية في كل مكان بمصر. وراح المسئولون يصبون اهتمامهم الكبير للوقوف علي مدي انتظام الخدمات الأمنية وجاهزيتها للتعامل مع اي تداعيات أمنية محتملة ومتابعة تنفيذ الإجراءات والتعليمات التي اتخذتها وزارة الداخلية لتأمين الكنائس. والتشديد علي إجراءات التفتيش الجيد للمترددين عليها وعلي المنشآت الهامة.
وشدد المسئولون علي قوات الأمن ارتداء الصديري الواقي من الرصاص والخوذ الصلب والحفاظ علي الأسلحة والذخيرة عهدتهم وقيام مسئولي الحماية المدنية بمراجعة اشتراطات الحماية. والاطمئنان علي عمل حنفيات وطفايات الحريق. وشددوا علي شرطة المرافق برفع كافة الإشغالات والأكشاك المخالفة. كما شددوا علي ضرورة تشغيل البوابات الالكترونية علي مداخل الكنائس والبنوك والمنشآت الحيوية.
ومع تطبيق قانون الطوارئ شدد المسئولون علي الضباط وقوات الأمن بملاحظة الحالة الأمنية وتوسيع دائرة الاشتباه السياسي والجنائي وإجراء الاستيقاف القانوني وضبط كل من يخل بالأمن. وشددوا علي أهمية تحقيق السيطرة الأمنية وتطبيق القانون. وأطلعوا افراد القوات علي الظروف الأمنية الراهنة التي تمر بها مصر وما تتعرض له من مخاطر وكأن أفراد الأمن في غيبوبة. وطالبوا مأموري المراكز والأقسام بالمرور علي المنشآت الحيوية الهامة والشرطية والتنبيه علي الخدمات المعينة عليها بشدة اليقظة وتوخي الحيطة. إلي غير ذلك من الإجراءات والتحركات التي تؤكد اننا نملك آليات وإمكانيات كافية لمواجهة الإرهاب بالفعل وقادرة علي منع اي حوادث ارهابية.
وطالما اننا نملك وطالما اننا قادرون علي مواجهة الإرهاب والتصدي للتكفيريين. لماذا لم نهب من قبل ولماذا لم نهتم من قبل ولماذا لم نراع ضميرنا في مصر وأبنائها الضحايا الابرياء. ولماذا لم نشدد علي مثل هذه الاجراءات التأمينية من قبل وتركنا الأمر حتي وقع المحظور؟. أليس ذلك أكبر دليل علي اننا نحن المقصرون ونحن الفاشلون ونحن المهملون. وليس الإرهاب ومن ينتمي إليه هو الأشطر والأنصح ليحصد من أرواحنا كل يوم وكل ساعة؟.
لا أقول غير اتقوا الله فسوف تسألون عن تلك الأرواح التي تذهب إلي بارئها دون ذنب أو جريمة.