المصريون
ابراهيم عبد المقصود
"فنكوش" الحكومة طال الأبنودي!
مع اقتراب الذكرى الثانية لرحيل أمير شعراء العامية المصرية "عبد الرحمن الأبنودي"، شعرت والكثيرون من شعبنا بالحزن والأسى والعار، على ما آلت إليه الأحوال ببر مصر المحروسة، في عهد حكومة أدمنت الكذب على الجماهير والتلاعب بعواطفها والتذاكي عليها، بإطلاقها الكثير من العهود "الفشنك" أمام الميديا المصرية والعربية، لإحداث أكبر قدر من الفرقعة الإعلامية، حتى يفتر حماس الناس وينشغلوا عما ينتظروه، بالبحث عن لقمة العيش التي أصبحت عزيزة المنال، في بلد تعودت حكومته التقتير على الشعب، والإسراف بسفه وعته، على "فشخرة" غير مستحبة ومشروعات غير مدروسة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا، وتراها الحكومة وحدها والمطبلين، إنجازات غير مسبوقة، و"ترياق" يشفى جسد الوطن من جهالات الإرهاب وتطرفه وعنفه الدموي.
وحتى نضع النقاط فوق الحروف، فإننا سوف نتناول في إيجاز، بعض وعود وقرارات كبار رجال الحكومة المصرية "الفشنك"، لتخليد ذكرى رحيل الخال "الأبنودي" ومنها على سبيل المثال:
في 2/6/2014- بعد وفاة "الأبنودي" بشهر وأحد عشر يومًا - عقد بديوان عام محافظة الإسماعيلية، مؤتمرًا موسعًا برئاسة الفريق "مهاب مميش" رئيس هيئة قناة السويس، واللواء "ياسين طاهر" محافظ الإسماعيلية، وحضره لفيف من المسئولين التنفيذيين والأكاديميين، وفي وجود الإعلامية "نهال كمال" زوجة الراحل الكبير، لاتخاذ ما يلزم من قرارات لإقامة منارة ثقافية كبيرة بالإسماعيلية، تخدم أهل منطقة القناة وسيناء، تخليدًا لذكرى الراحل "الأبنودي"، ولحفظ تراثه الشعرى والأدبى ليكون في خدمة الحاضر والمستقبل، ولإقامة تمثال كبير له "بميدان الزهراء" المطل على ضفاف قناة السويس، لكونه واحدًا من الرموز الساطعة للوطنية المصرية وأن يبدأ التنفيذ بعد مرور ثلاثة شهور على الأكثر، ويكون المشروع جاهزًا للافتتاح مع الاحتفال العالمي لمشروع قناة السويس الجديدة.
المؤسف أن الأمر انتهى على "مفيش"، وطلع "فنكوش" جديد، يضاف لإخوته من "فناكيش" حكومة شبه الدولة المصرية.
- أعلن وزير ثقافة مصر "حلمي النمنم"، أن وزارة الثقافة بصدد تخصيص جائزة سنوية باسم الشاعر "الأبنودي"، تمنح لشعراء العامية الشباب تقديرًا منها لعطاء وإبداع ووطنية "الأبنودي".
المؤسف- أيضًا- أن تصريحات الوزير طلعت هي الأخرى "فنكوش"، تصطف بجانب سابقتها الموضحة بعالية، ورحل الوزير عن كرسي الوزارة ولم ينفذ الوعد الوزاري حتى تاريخه.
ما لا يعرفه وزراء هذه الحكومة ورجالاتها الأشاوس، أن التاريخ لن يتذكرهم، وسيكتب التاريخ في سجلاته وبأحرف من نور، أنه في 11/4/1938، ولد شاعرنا "الأبنودي"، وأنه ظل يقرض الشعر لمدة زادت عن (55) سنة حتى آخر نفس في حياته وكان صاحب مدرسة متفردة في شعر العامية، لم يقلد أحد، ولم يتتلمذ على يد أحد مثل كل الموهوبين من شعراء جيله، وأنه لم يخرج مثلهم من تحت عباءة فؤاد حداد، أو بيرم التونسي، أو بديع خيري، وكان غزير الإنتاج الشعري والأدبي وبجودة عالية، وأزال المسافة بين الشاعر والجماهير فأحبه الناس، وتأثروا بشعره وأغانيه، ودراساته الأدبية، وسيرته الذاتية وروايته الوحيدة "قنديلة"، وبنثرياته ومقالاته، وأعماله السينمائية والتليفزيونية وأنه واصل العطاء حتى وفاته، وعاش طوال عمره منتصرًا للحريات ومنحازًا للفقراء، وأعلن منذ اللحظة الأولى تأييده لثورة 25 يناير ولم ينتظر حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وظل مناهضًا للتطبيع مع العدو الصهيونى وكان ضد الفاشية.
رحم الله "الأبنودي" شاعرًا ومناضلًا وإنسانًا، ونسأل الله أن يتولى أمر مصر من يصلح أمرها، ويعرف قيمة الرجال الذين وهبوا حياتهم للدفاع عن تراب الوطن وكرامة المواطن بلا مقابل ودون انتظار لوظيفة، أو التطلع لمكانة اجتماعية زائلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف