محمد عبدالوهاب
كل سبت .. صراع القوي في سوريا
سوريا في منعطف خطير، القوي العظمي تتصارع وأهدافها ومصالحها تقودها بعيدا عن مأساة دامية لم يشهدها العالم، تشهدها الاراضي السورية والتي تحولت الي ارض للبارود ينَّشر القتل والدمار في كل مكان عبر صواريخ عابرة للقارات وطائرات وحاملات طائرت تقتل وتبيد الشعب السوري بلا هوادة ومجلس الامن الدولي يقف عاجزا امام الاستقطاب وصراع المصالح واماكن النفوذ الذي يحرك الاطراف المتصارعة في الاراضي السورية.
الازمة السورية وصلت الي حالة من الخطورة الشديدة تهدد امن واستقرار المنطقة كلها وتهدد مسار المحادثات السياسية موسكو وواشنطن كلاهما يتمسك بموقفه المناهض والمعارض لموقف الآخر وزير الخارجية الامريكي تيلرسون فشل في اقناع موسكو الاسبوع الماضي بتغيير موقفها من الازمة السورية والرئيس بشار الاسد، وعجز عن تحييد روسيا حال اتخاذ قرار من مجلس الامن الدولي بشأن سوريا واتفاق وقف اطلاق النار صار حبرا علي ورق ليس من جانب القيادة السورية والمعارضة فحسب وانما من جانب القوي الكبري التي ضربت الاراضي السورية بالصواريخ والطائرات بذريعة استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في خان شيخون وهي ذريعة لم ينتظر الرئيس الامريكي ترامب للتأكد من سببها فالقرار جاهز ورغم خلافي مع بشار الا ان المنطق يقول ان بشار حقق انتصارات كبيرة علي المعارضة وداعش، فلماذا يستخدم الكيماوي ويثير غضب العالم ضده. حقيقة المؤامرات والمصالح تحكم الصراع في الازمة السورية حتي الرئيس ترامب الذي أعلن في حملته الانتخابية انه يعتبر بشار الاسد شريكا في الحرب علي الارهاب الا انه وعلي النقيض تماما تغيرت رؤيته لبشار ليعتبره مجرم حرب والحقيقة ان حادث خان شيخون يؤكد زيف الرؤية والوعود الامريكية الخاصة بسوريا وإنما صراع المصالح ومخاوف الادارة الامريكية من سيطرة روسية علي سوريا ورفض الوجود الروسي هناك حرصا علي امن اسرائيل.