الجمهورية
فريد إبراهيم
حسن التصرف
من الكتب المهمة التي صدرت مؤخراً تحقيق كتاب "حسن التصرف لشرح التعرف" لعلاء الدين أبي الحسن علي بن اسماعيل القونوي الشافعي.. تحليل ودراسة الدكتور طه حبيشي.
والكتاب يتناول التصوف باعتباره الاساس الثالث من أسس الدين بعد الإسلام والإيمان وهو الاحسان حسب ما جاء في أسئلة سيدنا جبريل عليه السلام للرسول صلي الله عليه وسلم وهي: ما الإسلام وما الإيمان وما الإحسان.
قدم المحقق الفيلسوف الصوفي والصوفي الفيلسوف الدكتور طه حبيشي للكتاب بمقدمة ضافية أوضح فيها سبل المعرفة المثلي في الفكر الإسلامي تلك المعرفة التي تحمي صاحبها من الزلل شمالا أو يميناً وشأنها أن تبني الحضارة الإنسانية. وتحمي الإنسان من السقوط في الجفاف النفسي والاخفاق الروحي الذي يحرمه من السعادة مهما أنجز.
قال: إن الناس انقسموا في الحصول علي العلم والمعرفة إلي ثلاثة أقسام هي الوسيلة الحية حيث اعتبروا العلم كل ما يأتي من قبل الحواس كالنظر واللمس والشم والسمع مصدراً وحيداً من مصادر المعرفة لكنه يأتينا بظاهر الاشياء فقط ولا يعطينا جوهرها وما بها من أبعاد أخري لا تستطيع الحواس الوصول إليها واعتبر المؤلف أن نموذج هذه المعرفة في الفكر الإسلامي هو العالم الفقيه أحمد بن حنبل الذي استمرت مدرسته قائمة حتي يومنا هذا.
أما الوسيلة الأخري فكانت العقل وأصحاب هذا التوجه أعلوا من شأن العقل حتي كان العقل في الحصول علي المعرفة أشبه بالآلة فرفضوا كل معرفة لا تخضع لقواعد العقل. وكان المعتزلة هم النموذج الاشهر علي هذا الاتجاه وظل هذا التيار قائما في فكر الإسلامي حتي يومنا هذا.
أما الوسيلة الثالثة فهي طريق البصيرة والتي تأتي من المراقبة لله في كل فعل وحركة أو سكون وهي ما يعرفه الفكر الاسلامي بالاحسان حيث عرفه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف