مرسى عطا الله
كل يوم .. الأزهر إلي أين؟
أين يكمن الخطر الحقيقي في معركة التنوير والتحديث والسعي لتجديد الخطاب الديني الذي يناسب لغة العصر ولا يمس ذرة واحدة من الثوابت المؤكدة في القرآن والسنة النبوية الشريفة.
إن الخطر الحقيقي يكمن في سعي خبيث يمارسه بعض المتزمتين من أجل إحداث إنقسام وافتعال مواجهة بين تيار يدعو إلي التطور والحداثة وبين من يتصورون أنهم أوصياء علي الناس ومن ثم لا يريدون لأحد أن يتحدث في الدين إلا علي أساس مفاهيمهم وعلي نفس خطوطهم المرسومة سلفا.
إن الدعوة للحداثة والتطور وتجديد الخطاب الديني دعوة نقية ولم يقل أحد من الداعين لها أنها انعكاس لرغبة في احتكار منابر وآليات الخطاب الديني واستخدامه لأغراض سياسية واجتماعية بعينها بينما يريد المعارضون لدعوة التجديد أن يجعلوا منها معركة حياة أو موت لتيار يريد لنفسه الغلبة ويطلب لكلمته أن تكون العليا في توجيه عقول الناس ودفة الأحداث.
ولست أظن أن الأزهر الشريف يمكن أن يمانع أو يعارض دعوة التجديد والتنوير والحداثة لأن هذا هو جوهر رسالته منذ إنشائه ولكن بعض المزايدين داخل الرواق مازالوا أسري لخطاب الحشد والتعبئة وإطلاق صيحات التحذير من مخاطر لا يراها أحد سواهم!
إن الدعوة بالمفهوم الإسلامي الصحيح ليست مجرد كلمات يتم إطلاقها فوق المنابر أو تسطيرها في المجلدات والكتب وإنما هي شيء أعمق من ذلك بكثير وإذا لم تكن سبيلا وجسرا لإحداث التغيير الأساسي المنشود في بناء الفرد المسلم كنواة لتكوين المجتمع القوي فإنها تصبح مجرد حرفة للتكسب!
وفي حوار دقيق وحساس مثل هذا الذي نتحدث بشأنه فإن علينا أن نفرق بين شيئين أساسيين.. حتمية الإمساك بالثوابت الدينية التي لا يجوز لأحد الاقتراب منها وبين محظور الحجر علي أي اجتهاد يجعلنا جميعا شركاء ومتفاعلين لخدمة دنيانا وحماية واحترام ثوابت ديننا.. وهذا هو الأمل في الأزهر بثوب جديد!
خير الكلام:
<< يا نائمين أفيقوا ها هنا خطر.. فطاردوه تصونوا الدنيا والدين!