الأهرام
قداسة البابا تواضروس الثانى
قوة قيامته وشركة آلامه
أهنئكم أيها الأحباء بعيد القيامة المجيد رأس أعيادنا وأساس ايماننا وقمة سرورنا ، وان كنا نستقبل القيامة فى هذا العام بطعم الألم الشديد من الاحداث الجسام وشهداء احد السعف والمصابين والجرحى فى طنطا والإسكندرية وقد اختارهم الله ليكونوا أحباءه الذين يعيدون معه فى السماء .... وليكونوا سفراء صلاة عنا امام القائم من بين الأموات ليرحمنا ويحفظ مصرنا البلاد والعباد .

ورسالتنا فى هذا العيد مستقاة من الاصحاح الثالث من رسالة بولس الرسول الى اهل فيلبى والتى كتبها وهو فى سجن روما مقدماً لهم معنى الحياة فى المسيح القادم وكيف يكون فرحنا :

أولاً : الماضى وكل أحداثه فى يد المسيح ( فيلبى 3: 1-11 )

3لأَنَّنَا نَحْنُ الْخِتَانَ، الَّذِينَ نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ.4مَعَ أَنَّ لِى أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ أَيْضًا. إِنْ ظَنَّ وَاحِدٌ آخَرُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ فَأَنَا بِالأَوْلَي.5مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِى الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، عِبْرَانِيٌّ مِنَالْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ.6مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِى فِى النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ.7لكِنْ مَا كَانَ لِى رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً.8بَلْ إِنِّى أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِى مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ،9وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِى بِرِّى الَّذِى مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِى بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِى مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ.10لأَعْرِفَهُ،وَقُوَّةَقِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،11لَعَلِّى أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ.

وفى العدد 10 يقدم لنا اختبار القيامة فى حياة الانسان :لأعرفه : المعرفة الاختبارية وليست النظرية أو العقلية ومعرفة المسيح تعنى معرفة محبته ووصيته وطبيعته وخلاصة وفداءه العجيب .

2- وقوة قيامته : القيامة ليست حدثا تاريخيا ، بل هى قوة معاشه معنا لأن الموت ليس نهاية المشوار بل القيامة والنصرة هى النهاية وهى القوة التى اقامت المجدلية من حزنها ، واقامت التلاميذ من خوفهم واقامت التائب من خطيته .

3- وشركه آلامه : لا يوجد مجد بدون ألم ، ولا توجد قيامة بدون آلام ، ولولا اكليل الشوك ما كانت هناك أكاليل الحياة .

شركة الألم هى شركة الصليب وربما أسبوع الآلام بصلواته وطقوسه الحية الجميلة لكى ما ندخل فى عمق شركة الآلام حتى نختبر القيامة المجيدة .

4- متشبها بموته : الموت عن الخطية وعن الدنس وعن محبة العالم وعن الشهوات المعاصرة بكل اشكالها وهى التى اختبرها بولس الرسول حين قال من اجلك نمات كل النهار(رومية 8 : 36)

ثانياً : الحاضر وكل أحواله فى يد المسيح : (فيلبى 3 : 12-16)

12لَيْسَ أَنِّى قَدْ نِلْتُ أَوْ صِرْتُ كَامِلاً، وَلكِنِّى أَسْعَى لَعَلِّى أُدْرِكُ الَّذِى لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِى أَيْضًا الْمَسِيحُ يَسُوعُ.13أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِى أَنِّى قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّى أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ،14أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ.15فَلْيَفْتَكِرْ هذَا جَمِيعُ الْكَامِلِينَ مِنَّا، وَإِنِ افْتَكَرْتُمْ شَيْئًا بِخِلاَفِهِ فَاللهُ سَيُعْلِنُ لَكُمْ هذَا أَيْضًا.16وَأَمَّا مَا قَدْ أَدْرَكْنَاهُ، فَلْنَسْلُكْ بِحَسَبِ ذلِكَ الْقَانُونِ عَيْنِهِ، وَنَفْتَكِرْ ذلِكَ عَيْنَهُ.

وفى العدد 13 يصف مسئوليتنا فى الحاضر وهى افعل شيئاً واحداً إذ أنا أنسى ما هو وراء امتد الى ما هو قدام اسعى نحو الغرض «إن المهمة الروحية فى مسيرة الانسان هى السعى نحو الغرض أى نحو الملكوت ... لا تقف وتنظر الى ما يحدث أو إلى ما صنعته .... بل الى السماء والنصيب السماوى ولعل كنيستنا فى كل قداس وعقب قراءة جزء من الرسائل الجامعه ( الكاثوليكيون) تقول» لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم لأن العالم يمضى وشهوته تزول.

ارفض الخطية بالتوبة ، واقطع كل مصادر الشر عنك واجتهد بأمانة روحية وعقلية وجسدية واجتماعية فى كل شىء.

ثالثاً : المستقبل هو لقاء المسيح ( فيلبى 3 : 17 ذ 21 )

17كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِى مَعًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، وَلاَحِظُوا الَّذِينَ يَسِيرُونَ هكَذَا كَمَا نَحْنُ عِنْدَكُمْ قُدْوَةٌ18لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَارًا، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضًا بَاكِيًا، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ،19الَّذِينَ نِهَايَتُهُمُ الْهَلاَكُ، الَّذِينَ إِلهُهُمْ بَطْنُهُمْ وَمَجْدُهُمْ فِى خِزْيِهِمِ، الَّذِينَ يَفْتَكِرُونَ فِى الأَرْضِيَّاتِ.فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِى السَّمَاوَاتِ، الَّتِى مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،الَّذِى سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ.

فإن سيرتنا نحن هى فى السماوات التى منها ايضاً مخلصاً هو الرب يسوع المسيح(عدد 20).

سيرة الانسان المسيحى يجب ان تكون سيرة سمائية ومن هنا جاءت أهمية الممارسات الروحية كالأسرار الكنسية والوسائط التقوية فى الجهاد الروحى حتى تتشكل حياة الانسان بالروحيات والسمائيات فتستحق ان تلاقى السيد المسيح فى مجيئه الثانى دياناً لكل العالم .....

إن نداء الانجيل لكل نفس هو : استيقظ أيها النائم (التائه) وقم من الأموات (الخطايا) فيضىء لك المسيح القائم والمنتصر....... (افسس 5 : 14)

نصلى من أجل كل قيادات مصر السياسية والتنفيذية والتشريعة والاجتماعية والحزبية والدينية وفى مقدمتهم السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية الذى نشكره على تعزيته القلبية مع كل الأحباء الذين شاركونا واقتسموا معنا احزاننا وأفراحنا ..... نصلى من اجل سلامة بلادنا وأهلها ومن اجل الهدوء والطمأنينة فى البيعة المقدسة، كما نرفع قلوبنا من اجل مناطق الصراع والنزاع والعنف لكى ما يحل سلام الله الكامل على الأرض وفى القلوب والعقول وكل قيامة وأنتم جميعاً بخير وفرح وسلام .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف