الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم ..وكان للمصريين رأى آخر!‬
الذين‭ ‬سرقوا‭ ‬أحلام‭ ‬التغيير‭ ‬تحت‭ ‬رايات‭ ‬مزيفة‭ ‬وشعارات‭ ‬مخادعة‭ ‬في‭ ‬عواصف‭ ‬الخريف‭ ‬العربي‭ ‬المشئوم‭ ‬لا‭ ‬يريدون‭ ‬مراجعة‭ ‬أنفسهم‭ ‬والاعتراف‭ ‬بأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬دولي‭ ‬وإقليمي‭ ‬خبيث‭ ‬استهدف‭ ‬غزو‭ ‬أوطان‭ ‬الأمة‭ ‬ونشر‭ ‬الفتنة‭.‬

كانت‭ ‬الخطة‭ ‬محكمة‭ ‬والنية‭ ‬مبيتة‭ ‬باستخدام‭ ‬شعارات‭ ‬العيش‭ ‬والحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بينما‭ ‬المقصود‭ ‬وضع‭ ‬برنامج‭» ‬التمكين‭ «‬موضع‭ ‬التنفيذ‭ ‬خلف‭ ‬قناع‭ ‬الدين‭!‬.

ولهذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبا‭ ‬ولا‭ ‬مفاجئا‭ ‬أن‭ ‬نري‭ ‬تشابها‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬القاهرة‭ ‬أو‭ ‬طرابلس‭ ‬أو‭ ‬دمشق‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬وأطروحات‭ ‬وخطط‭ ‬وفلسفات‭ ‬تنطلق‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬أرضية‭ ‬فكرية‭ ‬واحدة‭ ‬هدفها‭ ‬قصف‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ ‬وتفكيكها‭ ‬وتدميرها‭!‬.

عاشت‭ ‬أوطاننا‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬العجاف‭ ‬وكأنها‭ ‬تشهد‭ ‬مسرحية‭ ‬عبثية‭ ‬تستعجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلي‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬لكي‭ ‬يسدل‭ ‬الستار‭ ‬علي‭ ‬النهاية‭ ‬المرسومة‭ ‬والسيناريو‭ ‬المحبوك‭ ‬ولكن‭ ‬فضل‭ ‬الله‭ ‬كان‭ ‬عظيما‭ ‬علي‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬عندما‭ ‬انتفضت‭ ‬مصر‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيها‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ 03 ‬يونيو‭ ‬وأوقفت‭ ‬العرض‭ ‬المسرحي‭ ‬المشبوه‭ ‬بإرادة‭ ‬جماهيرية‭ ‬وشعبية‭ ‬كاسحة‭ ‬انتصر‭ ‬لها‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بقيادة‭ وزير الدفاع ‬عبد‭‬الفتاح‭ ‬السيسي‭.‬

وبدأت‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬استفاقة‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬أوطان‭ ‬الأمة‭ ‬وعاد‭ ‬الوعي‭ ‬للجماهير‭ ‬التي‭ ‬راحت‭ ‬تراجع‭ ‬مسيرة‭ ‬السنوات‭ ‬العجاف‭ ‬وتتساءل‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬تصدروا‭ ‬المشهد‭ ‬فجأة‭ ‬ودون‭ ‬سابق‭ ‬تمهيد‭ ‬تحت‭ ‬أقنعة‭ ‬الغموض‭... ‬وكما‭ ‬صعدوا‭ ‬إلي‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬متسللين‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬تماما‭ ‬هاربين‭ ‬إلي‭ ‬دول‭ ‬المنافي‭ ‬حيث‭ ‬فضائيات‭ ‬الفتنة‭ ‬وملاذات‭ ‬التحريض‭!‬.

لقد‭ ‬انقشع‭ ‬الضباب‭ ‬وتوارت‭ ‬السحب‭ ‬وتراجعت‭ ‬أحلام‭ ‬وأوهام‭ ‬من‭ ‬ظنوا‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬التغيير‭ ‬تقوم‭ ‬علي‭ ‬نصب‭ ‬الخيام‭ ‬وإطالة‭ ‬زمن‭ ‬الاعتصام‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والميادين‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ للمصريين ‬رأى‭ ‬آخر‭ ‬أفقدهم‭ ‬كل‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬وجعلهم‭ ‬يدركون‭ ‬أنهم‭ ‬يجرون‭ ‬وراء‭ ‬المستحيل‭ ‬ولكن‭ ‬العناد‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يؤخر‭ ‬إعلانهم‭ ‬الصريح‭ ‬قبول‭ ‬الهزيمة‭ ‬ورفع‭ ‬راية‭ ‬الاستسلام‭.‬

خير‭ ‬الكلام‭:‬

<< ‬الحقد‭ ‬رذيلة‭ ‬تصيب‭ ‬صاحبها‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تصيب‭ ‬غيره‭!‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف