أرجوكم.. لا تهيلوا التراب علي الأزهر.. لا تعلقوا المشانق للأئمة.. لا تحرقوا كتب الفقه.. ابحثوا عن الذي زرع بذور الارهاب في قنا.. فتشوا عما نشر التطرف في محافظات الصعيد.. نقبوا عما يروج لأفكار الشيطان في قري الدلتا.. اسألوا أنفسكم عن دوافع الانتحاريين ومهاويس العقيدة في كل مدن مصر.
القضية ليست في تجديد الخطاب الديني.. الكارثة لا تسكن في الأزهر الشريف.. المصيبة ليست مجرد مؤامرة من الخارج.. الموضوع ببساطة شديدة اننا سمحنا للفقر والمرض والجهل ينهش عظام الفقراء.. وتغاضينا عن عشوائيات أصبحت أرضا خصبة للتطرف والارهاب.. وأغمضنا العيون عن فساد يدفع اليائسون والفقراء وأصحاب الثقافة الدينية الضحلة الي طريق الشيطان.
محافظة قنا خرج منها 80% من مرتكبي جرائم التطرف والارهاب في السنوات العشر الأخيرة لكن قنا كانت علي مدي التاريخ واحدة من أنقي محافظات الصعيد وشعبها من أكرم الناس وأكثرهم تمسكا بالدين والقيم والأخلاق.
ما الذي حدث لقنا؟ ماذا أصاب محافظات الصعيد كلها؟ من حول أهالي قري الدلتا الي متعصبين ينتظرون شرارة لاشعال كل شيء؟ من ترك عشوائيات القاهرة والاسكندرية وبورسعيد لتصبح قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة؟
الفقر والجهل والمرض هو الثالوث الملعون الذي تركناه ينهش في قنا والصعيد وكل مدن مصر.. الفقر والجهل والمرض هو الباب الملكي لدخول التطرف والارهاب وانكار وجود الآخر.. الفقر والجهل والمرض هو الداء الذي يجب علاجه والا لن نعيش أبدا في سلام ولن نجد أبدا طريقا للنجاة.
الوطن ينزف مع كل حادث ارهابي في كنيسة أو مسجد أو كمين شرطة أو موقع عسكري.. ونلتهب حماسا ونطالب بتجديد الخطاب الديني ليبدأ الهجوم علي الأزهر.. ويزداد التوتر والتعصب في كل قري ونجوع مصر.. لاننا نسلك طريقا خاطئا.. لذلك أرجوكم لا تحاربوا الأزهر.. تعالوا نحارب الفقر والجهل والمرض حتي ننجح في استعادة الوطن والقضاء علي الارهاب.