الجمهورية
الدكتور القس أندريه زكي
طريق الآلام والنصرة
"وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلي أورشليم" الإنجيل بحسب لوقا 9: 51" أورشليم الهدف
يخبرنا البشير لوقا كغيره من البشيرين عن مركزية ذهاب السيد المسيح إلي أورشليم في خدمته لذا يرد مرارا وتكرارا ان المسيح كان ليس فقط مستعدا بل كان مصرا علي الذهاب لأورشليم رغم ان ذهابه لأورشليم يعني حتما انه سيلاقي العذاب والموت إلا ان السيد المسيح كان واضعا نصب عينيه هدفا ولم يجعل هتافات المحبين أو لعنات الكارهين ان تثنيه عن تثبيت عينيه نحو اورشليم نحو الصليب الذي كان هدفا وغاية تكللان خدمة السيد علي أرضنا وهذا ما يضع أمامنا تحديا هل عيوننا مثبتة نحو الاهداف ام ان اهدافنا تسوقها رغبات من حولنا فتدفعنا الهتافات نحو اهداف لم تكن في حساباتنا أو اهداف نضطر لها لنرضي من حولنا أو من يتبعوننا وهل يثنينا المنتقدون والاعداء عن اهداف محورية خططنا لها كثيرا إلا اننا تركناها فقط لنسكت الانتقادات أو لنرضي البعض ان أردنا تحقيق انجازات عظيمة يجب ان نثبت وجوهنا وأعيننا نحو أورشليم.
يجب ان نتذكر جيدا ان تصميم السيد المسيح علي الذهاب لأورشليم لم يكن أمرا سهلا فلم تكن ركلته لأورشليم تسلية فهو يعلم كل العلم ان في أورشليم كل من يكرهونه من رؤساء اليهود الذين يريدون قتله بل ويدبرون له كان السيد المسيح يعلم ان تحقيق هدفه بالذهاب للصليب يحتم عليه أن يدفع تكلفة باهظة إذ يخبرنا البشير لوقا 18: 31- 33 "وأخذ الاثني عشر وقال لهم: "هانحن صاعدون إلي أورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الانسان انه يسلم إلي الأمم ويستهزأ به ويشتم ويتفل عليه ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم" والسؤال الذي يطرحه الصليب علي جميعنا هل نعرف جيدا ونحن نسير نحو اهدافنا ان هناك تكلفة يجب ان تدفع؟ أحيانا كثيرة نحلم باهداف عظيمة ونخطط لها لكن ان لم نعرف مسبقا ان هناك تشحصيات يجب ان تبز وتكلفة يجب ان تدفع لتحقيق الغاية حينها سنتراجع أو سننكر حين نواجه الصعوبات.
كل هدف كبير يجب ان يكون لها في المقابل ثمن كبير ويخبرنا التاريخ كيف ان كل من غيروا التاريخ وصاغوا حضارات الشعوب لاقوا اضطهادات وصلت ان كثيرين منهم ماتوا في سبيل تحقيق اهدافهم ولذا علينا اليوم ونحن نتأمل في الصليب ان نصوغ اهدافنا وان نحسب تكلفتها وان نقرر اننا سنسير الطريق حتي نهايته رغم كل صعاب وعقبات.
لم يكن موت الصليب نهاية المسير بل كان الطريق فرغم رعب مشهد الصليب الذي خيم بحزنه علي كل الذين عاينوه كانت هناك قيامة ففي مشهد الصلب أظلمت الأرض وأظلمت الحياة في عيون كل اتباع السيد المسيح الذين اعتبروا ان الصليب هو النهاية المأساوية لخدمة السيد لكن ففي فجر اليوم الثالث قام السيد من الموت وفاتحا باب الرجاء لم فقدوا الرجاء وصنع أملا لما ضاع من الأمل وهنا علينا توخي الحذر ونحن نخطط لاهدافنا ان لما نر شمس الانتصارات وراء غيوم الآلام في طريق اهدافنا حتما سنتراجع وهكذا ونحن نحتفل بذكري القيامة يجب ان ندرك اننا ان خشينا علو تكلفة اهدافنا وان لم نضع نصب اعيننا فرحة انتصار القيامة لن نكمل طريق الآلام.
وفي أجواء افراح القيامة نصلي لبلادنا وشعبنا وقادتنا ان يعم فرح انتصار القيامة قلوبنا ويضع نصب اعيننا أملا ان الغد أجمل واكثر بهاء واشراقا فالذي نعانيه اليوم ليس إلا طريقا للانتصار نصلي ان يشرق غدا علينا فينسينا آلام اليوم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف