الجمهورية
نيافة الأنبا سارافيم
قدرة الله.. علي إقامة الأجساد
ما هو الموت؟ الموت هو انفصال الروح عن الجسد فيموت الجسد لكن الروح لا تموت. ونحن نؤمن بقيامة الأجساد في اليوم الأخير. في القيامة العامة. هذه عقيدة يدعمها الكتاب المقدس وقانون الإيمان "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين". والقيامة من الموت تعد من المعجزات الإلهية الكبري التي تدل علي عظمة وقوة وحكمة وعدل الله الذي بلا حدود. كما أنها تثبت قدرة الله وسلطانه علي أجسادنا. ثم بعد هذه القيامة لا يوجد موت ولا يتغير هذا الوضع مرة أخري وإلي الأبد.
كيف تتم القيامة:
ثلاثة معجزات مبهرة في القيامة تتم كلها في لحظة واحدة وفي نفس الوقت:
1 تقوم كل الأجساد البشرية في قيامة عامة.
2 يأمر الله الأرواح بأن تتحد بأجسادها بدون أي خطأ أو خلط.
3 يمنح الله أجسادنا صفات جديدة.
أولاً: قيامة كل الأجساد في لحظة واحدة وفي نفس الوقت:
« كل الأجساد لابد أن تموت قبل أن تقوم. حتي الأحياء لحظة القيامة لابد أيضا أن يموتون ويقومون وفي لحظة يتغيرون "هوذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير "1كورنثوس 15:51 52".
« تأتي القيامة في اليوم الأخير من أيام الأرض "وهذا اليوم لا يعلمه إلا الله وحده وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده" "متي 24:36".
« نفس الجسد الذي رقد هو بعينه يقوم. أي أنها ليست عملية خلق جديد.
قد يعتقد البعض أن هناك معوقات أمام قيامة بعض الأجساد تلك التي لم تمت موتاً طبيعياً كان تكون قد أكلتها الوحوش أو الغرقي الذين أكلتهم الأسماك أو الذين أتت عليهم النيران فأصبحوا رماداً أو حتي الأجساد التي تحللت وأصبحت تراباً ومضي عليها آلاف السنين ونمت عليها الزروع وامتصها النبات وأصبحت جزء من أجزاؤه. لكن ذلك لا يمثل عائقاً أمام قدرة الله غير المحدودة إذ بمجرد أن يأمر الله أن تقوم الأجساد. تقوم فورا بدون تأخر أو صعوبة أو نقاش. وعلمياً يقول علم الفيزياء أن المادة لا تفني ولا تنتهي أو تموت. الله خلق المادة من العدم ويستطيع أن يستجمعها مهما حدث لها. "تحيا أمواتك تقوم الجثث استيقظوا ترنموا يا سكان التراب" "اشعياء 26:19".
« قال السيد المسيح "لا تتعجبوا من هذا فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلي قيامة الحياة والذين علموا السيئات إلي قيامة الدينونة" "يوحنا 5: 28 29".
ثانياً: يأمر الله الأرواح بأن تتحد بأجسادها بدون أي خطأ أو خلط:
القيامة وحدها لا تمنح الحياة. لكن الذي يمنح الحياة أن تقترن الأجساد فوراً بأرواحها. إذ يتحتم اتحاد الأرواح بأجسادها لتصير الأجساد حية إلي الأبد.
« في الموت الأول يرجع التراب "الجسد" إلي الأرض كما كان. وترجع الروح إلي الله الذي أعطاها "جامعة 7:12".
« في القيامة يحدث العكس. الله يأمر الأرواح بأن ترجع وتتحد بالأجساد التي فارقتها فتعطيها حياة هذا الوصف جاء في سفر حزقيال "37:9 10".
"فقال لي تنبأ للروح يا ابن آدم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الأربع وهب علي هؤلاء القتلي ليحيوا. فتنبأت كما أمرتي فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا علي أقدامنهم جيش عظيم جداً جداً".
هكذا بأمر من الله الكلي القدرة تخرج كل روح من الفردوس أو من الجحيم وتتحد بجسدها كما كانت سابقاً وفي سرعة فائقة بدون خطأ أو خلط. ولأجل العدل الإلهي أن تنال الأرواح والأجساد معاً أما المكافأة علي الأعمال الصالحة أو العقاب علي الأفعال الشريرة.
ثالثاً: يمنح الله أجسادنا صفات جديدة
عندما تقوم الأجساد يعطيها الله صفات أو سمات جديدة منها أن تصير الأجساد:
« سماوية: أي لم تعد مادية أرضية ترابية.
« روحانية: لا تتعب ولا تنام ولا تشيخ ولا تجوع ولا تعطش ولا تموت.
« نورانية : أي ليست أجساد غليظة كثيفة مظلمة سميكة.
« غير قابلة للفساد: لا مرض ولا موت ولا تحلل ولا فساد ولا خطية.
« ممجدة : لا يوجد خزي الخطية أو الضيقات أو التجارب أو السقوط.
« تتمتع بالحرية : لا يوجد استعباد للخطية أو اللذات أو الغرائز.
« قوية : لا مرض أو ضعف أو وهو أو إعاقة أو كسل أو ضغوط.
« خالدة : لا تموت إلي الأبد "بمعني هؤلا إلي عذاب أبدي والأبرار إلي نعيم أبدي".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف