عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. اقتراح هام وعاجل للتليفزيون
مع التطور المنتظر للشاشة المصرية بعد تشكيل اللجان المتخصصة.. أو هكذا المفروض.. اسمحوا لي ان أقدم اقتراحاً بمناسبة يوم شم النسيم غداً كل عام وأنتم بخير.. لماذا لاتكون سهرة الليلة "الأحد" عرض آخر حفلة لفريد الأطرش خير من غني للربيع في ليالي الربيع.. وتكون سهرة الغد "الاثنين" مساء نفس يوم شم النسيم هي آخر حفلة لعبدالحليم حافظ من حفلات شم النسيم أيضاً.
كانت مصر كلها تنتظر كل عام نتيجة الخلاف والصراع والصداع ملء كل وسائل الإعلام المختلفة حول من الذي سيحيي ليلة شم النسيم.. فريد الأطرش أم عبدالحليم حافظ؟!.. هناك من يقول ان فريد الأطرش "الملك المتوج" في أغاني الربيع منذ سنوات طويلة.. وكان أنصار عبدالحليم حافظ يقولون ان فريد احتكر ليلة شم النسيم سنوات طويلة فليترك الفرصة للشاب الرائع الصاعد المعجب به فريد نفسه وطالما أشاد به..
***
وظهرت اقتراحات كثيرة في وسائل الإعلام تتكرر كل عام.. مثلاً.. فلتقام الحفلتان في ليلة واحدة.. في الأوبرا وعلي مسرح الازبكية العريق.. وتم استبعاد هذه الفكرة بسرعة.. حرام عليكم الجمهور الذي يريد أن يتمتع بفن الكبيرين.. حرام حرمان الناس من احدهما.. وأيضاً حرام عليكم المطربان!!!.. كل منهما يطمع في لافتة "كامل العدد" فوق شباك التذاكر المقفول من قبل شم النسيم بيوم أو يومين!! ثم أي حفلة يتم بثها!!
***
كان كل من المطربين الكبيرين يطمع في "ليلة الأحد".. ليلة شم النسيم.. لا ليلة الاثنين "مساء يوم شم النسيم".. ولم تفلح مقالات قمم النقد القديم: كمال الملاخ وجليل البنداري ونبيل عصمت وأحمد ماهر وغيرهم حينما ارادوا ان يفكوا الاشتباك السنوي.. قالوا ان عادة المطرب الكبير هو الذي يغني في الآخر.. ان آخر أي وليمة "الحلو"!!! الصغار يفتحون الستار والقمة الفنية هي التي يتم غلق الستارة عليها بعد وجبة الفن الدسمة التي تداعب وجدان المشاهدين حتي نفس الموعد في العام القادم.
***
وظل هذا الاشتباك سنوات قليلة إلي ان أفلح التليفزيون في جمع القمتين في برنامج تمت إعادة اذاعته عشرات بل مئات المرات.. كل من المطربين يشيد بمزايا الآخر.. بدرجة ان قال عبدالحليم ان المقارنة بيني وبين الأخ فريد فيها ظلم كبير له.. فريد فنان كامل رائع فهو مطرب وملحن وملك العود.. أنا أغني فقط.. وقام فريد ليمطر عبدالحليم بالقبلات والأحضان ويقول له: الجمهور كله بل مصر كلها تعشق فنك وصوتك.
***
ياريت يبدأ عهد الهيئة الوطنية للاعلام بهذه الهدية الرائعة.. بث وإذاعة حفلتي فريد الاطرش وعبدالحليم حافظ في ليالي شم النسيم الذي كان ينتظرها كل الناس لعدة سنوات ولم يتمتع برؤيتها ولا بسماعها أجيال كثيرة حالية الآن!!!
حفلتا الأطرش وعبدالحليم خير من أي برنامج تم اعداده لسهرتي الليلة وغداً..
***
بقي سؤال: أين الإعلامية حتي النخاع صفاء حجازي في هذه الهيئات؟؟!! هناك أسماء لا يختلف عليها اثنان لم نر اسمها ضمن أية هيئة!!!