الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. توابع تفجير خط الغاز
قبل أن نفيق من العمليتين الإرهابيتين فى طنطا والإسكندرية.. نستيقظ أمس على انفجار خط الغاز بأول منطقة التسعين بالتجمع الخامس، فى القاهرة الجديدة، ونتساءل: هل حادث خط الغاز عمل إرهابي متعمد.. أم هو خطأ بشرى له أسبابه الفنية الأخرى؟.. بل إن هذا الحادث يعيد إلى الأذهان حوادث تفجير واشتعال النيران فى خط الغاز، الذى كان ينقل الغاز الطبيعى المصرى إلى الأردن وإلى إسرائيل.. وبالطبع إلى غزة، لتشغيل محطات كهرباء قطاع غزة.. وهى حوادث ثبت أنها كانت متعمدة، لحرمان إسرائيل من الاستفادة من الغاز المصرى، عندما كان هذا الغاز يفيض على معدلات الاستهلاك المحلية.. وكانت هذه الحوادث نتيجة عمليات إرهابية.. كانت فى الأساس تحاول الجماعات الإرهابية فى بدايات نشاطها فى شمال سيناء.. رغم أننا لم نعلم وقتها هل هى من تنفيذ وطنيين مصريين.. أم من رجال حماس؟.
<< وإذا كانت عمليات تفجير خط الغاز إلى إسرائىل تحمل طابعاً مصرياً قومياً بحكم رفض كثير من المصريين لفكرة التطبيع مع إسرائىل والتعاون الاقتصادى معها.. فماذا عن حادث أمس، عند التجمع الخامس؟!
أكاد أشم روائح عملية إرهابية جديدة، ربما تهدف الى لفت أنظار أجهزة الأمن الى زوايا أخرى لتخفيض عمليات التكثيف الأمنى للبحث عن أعضاء الخلايا التى خططت ونفذت عمليتى طنطا والإسكندرية الإرهابيتين.. بالذات بعد أن ظهر تصميم أجهزة الأمن على كشف هذه الخلايا.. بدليل الإعلان عن مكافأة مالية قيمتها نصف مليون جنيه لمن يدلى بمعلومات تساعد فى القبض على مرتكبى العمليتين.
<< بل إننى أطالب هنا بسرعة الكشف عن الخلايا النائمة فى بعض الوزارات والهيئات السيادية الكبيرة، بالذات فى قطاعى البترول والكهرباء، بحكم أن أى عملية إرهابية فى مجال نشاط هذين القطاعين تدفع الناس الى الشكوى والى التذمير، وبالذات فى حالة انقطاع الكهرباء. وأعلم أن للإرهابيين تواجدهم فى كثير من هذه المواقع، مازالت كاملة.. ومازالت تعمل. ليس فقط لأن المتهم الرئيسى فى إحدى عمليات الكنائس ـ منذ أيام ـ ثبت أنه يعمل فى شركة بترول ويقيم فى السويس، المدينة البترولية.
<< وأكاد أجزم بأننى أتوقع عمليات ارهابية فى كثير من المواقع الحيوية بهدف إحداث أكبر خسائر فى هذه القطاعات شديدة الالتصاق بمصالح الجماهير.. وإنه وإن كان السبب الظاهرى من حادث خط الغاز أمس هو «شل حركة المرور» فى المحور المرورى الأكثر حيوية بالتجمع الخامس ليزداد تذمر الناس ـ وهم من صفوة المجتمع تحكم أن قصورهم هناك.
إلا أن الهدف الأكبر هو إحداث خلل فى المناطق التى تستخدم هذا الغاز سواء فى الأهداف الصناعية.. أو السكنية.. أو التجارية، والهدف هنا هو أيضاً إنزال خسائر فادحة فى منطقة هى الأحدث فى العاصمة المصرية وهى أكثر المواقع جذباً للنشاط المتزايد الجديد.. وربما أيضاً الى منطقة السويس.
<< وأرى أن حادث خط الغاز يؤدى الى فتح جبهة أمام أجهزة الأمن من أجل تأمين مثل هذا الخط الحيوى..ولكن بات واضحاً أن العقول التى تحرك الإرهابيين توسعت فى مخططاتها.. وربما كان ذلك من أهم أسباب لجوء الرئيس السيسى إلى إعلان حالة الطوارئ.. وما لجأ إليه من إصدار تعليماته بنزول القوات المسلحة لمساعدة قوات الأمن والداخلية فى فرض الأمن وتوفير الأمان.. وعمار يا مصر يا أم الصابرين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف