الوفد
القس يوحنا نجيب جرجس
أضواء على القيامة المجيدة
عيد القيامة المجيد هو أكبر الأعياد المسيحية وأعظمها أهمية وهو فخرهم وعزهم وفرحهم وبهجائهم وعزاؤهم فى الحزن وتسبحتهم فى الألم وترنيمتهم فى الضيق والشدة.. لذلك لنا فى هذا اليوم أضواء منيرة وهامة لحياتنا منها:-

أولاً: ثورة ومضاء:
إن السيد المسيح الذى نحتفل بقيامته اليوم كان أول ثائر على الشر والفساد.. فحين دخل أورشليم وشاهد مفاسدها.. وبعد أن رثاها مرثاته الخالدة «هوذا بيتكم يترك لكم خراباً.. صنع سوطاً وقلب موائد الصيارفة.. الذين دنسوا هيكله والمسيح لايزال إلى يومنا هذا يمسك سوطاً المفسدين.. والأثمة الطغاة.. فهى ثورة الحياة على الموت.. وثورة النور على الظلمة.. وثورة الحق على الباطل.

ثانياً: حب وإخاء:
لماذا تتطاحن الشعوب؟ ولماذا تتقاتل الأمم؟ اذكروا يا أحبائى فى هذا اليوم العظيم وأنه ما قام المسيح من الموت إلا ليقيمكم معه من جحيم الموت ويخرجكم إلى نعيم الحياة والحرية.. وفى آلامه وفوق الصليب وزع المسيح تركته قبل أن يموت.. ثيابه: أخذها العسكر، وأمه: تولاها يوحنا الحبيب.. وجسده: تسلمه القديسين يوسف الرامى ونيقوديموس وروحه استودعها.. وأما تلاميذه فقد تطلعوا إليه ولسان حالهم يقول: ونحن الورثة الشرعيين ليس لنا شىء.
«فقال لهم سلامى أعطيكم.. سلامى أترك لكم» السلام والمحبة الأخوية دليل أنى عايش القيامة.. بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى وإن كان لكم حب بعضكم نحو بعض.

ثالثاً: خلود وبقاء:
الإنسان يشبه الله فى الخلود وعدم الفناء كل شىء، فإن سواء كان جماداً أو نباتاً أو حيواناً.. ولكن الإنسان وحده من بين الكائنات الأرضين الذى يخلد ولا يموت فهو خالد بروحه.. كما قال القديس استفانوس أول شهداء المسيحيين لحظة استشهاده: أيها الرب يسوع اقبل روحى (أع 29:7). وكما قال الوحى الإلهى: أما نفوس الصديقين فهى بيد الله ولم يمسها العذاب.. وفى ظن الجهال إنهم ماتوا وقد حسبوا خروجهم شقاء وذهابهم عنا فناء.. أما هم فى سلام ورجاءهم مملوء خلود.. لذلك صار الفردوس بعد الصليب مقراً لانتظار أرواح الأبرار والقديسين بعد أن كانت أرواحهم تذهب إلى الهاوية.. كما أنها تصل إلى الملكوت بعد الدينونة مباشرة.
المسيح قام.. بالحقيقة قام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف