الوفد
المستشار عبد العاطى الشافعى
مصر السلام.. تقرئك السلام سيدى المسيح
إن الحقيقة.. التى لا ينكرها إلا جاحد.. حاقد.. أو عدو لدود شيطان مارد.. إن مصر - ومنذ فجر التاريخ- قد عرفت طريقها إلى الإيمان.. حتى من قبل أن تتعرف على رسالات الأديان.. ثم هى - من بعد- أحسنت تلقى تعاليم السماء.. وأجادت استقبال واحتضان الرسل والأنبياء.. آوت وانتصرت للنبى موسى عليه السلام.. ثم أشرقت أرض مصر بنور ربها.. وغمرت الفرحة والمسرة كل شعبها.. حين وفدت إليها العائلة المقدسة التى اختارت، واختار لها ربها، مصر دون كل بقاع الأرض لتكون ملاذاً آمناً.. هرباً من جور الطاغية هيرودس الذى كان - كما جاء فى الكتاب المقدس «يطلب الصبى ليهلكه».. ومن بعد ذلك.. كان التواصل الكريم.. والود الحميم.. بين المقوقس عظيم القبط ورسول الإسلام.. عليه الصلاة والسلام.. حين أهداه.. سيدتنا مارية القبطية.. فتزوجها الرسول العظيم وأنجب منها ابنه العزيز إبراهيم.. ثم كانت وصيته الخالدة فيما معناه: «سيفتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ونسباً»، ثم قوله: «إذا فتح الله عليكم مصر.. اتخذوا منها جداً كثيفاً.. فإنهم خير أجناد الأرض.. وإنهم وأهليهم فى رباط إلى يوم القيامة».. حتى إذا فتح عمرو بن العاص - بعد ذلك- مصر وضع نصب عينيه تلك الوصية الخالدة.. مع أوامر قائده الفاروق عمر بن الخطاب.. وانتصر لأهل مصر وخلصهم من جور وظلم الرومان.. وأعاد كبيرهم وإمامهم من منفاه.. ثم كان هو الحافظ الأمين على الكنائس والأديرة والصلبان. وكأنما سيدى المسيح.. قد توقع هذا كله قبل نحو ستة قرون من حدوثه على أرض مصر.. أرض الأمن والسلام.. حين قال: «مبارك شعب مصر».. وكأنى بمقولته الرائعة فى تكريم أنصار السلام ومحبيه.. تنطبق - مع مر العصور- على أهل مصر.. مبشراً إياهم.. بالوسام الأغلى.. والانتساب إلى العلى الأعلى.. «طوبى لصانعى السلام.. لأنهم أبناء الله يدعون».. وهكذا تأتى بشارة السيد المسيح متوسطة.. بين ما أعلنه أخوه النبى يوسف الصديق: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وما قرره أخوه محمد الصادق الأمين: «مصر كنانة الله فى أرضه.. من أرادها بسوء قصمه الله».. عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وهكذا كان شعب مصر.. وما زال.. وسوف يظل.. أبداً.. هو النسيج الوطنى.. والنموذج الفريد. والقدوة والمثل الأعلى - فى الماضى.. وفى العالم الجديد - فى قوته ومتانته وعقده الثمين الفريد.
إن الوصف الحقيقى لشعب مصر.. لا يصح أن يكون هو الوحدة الوطنية.. فالوحدة إنما تكون بعد الفرقة والمصريون ما تفرقوا أبداً حتى يتوحدوا.. وإنما الصحيح هو «النسيج الوطنى».. الذى ينتظم كل المصريين.. دون نظر إلى رأى أو عقيدة أو دين.. فالدين علاقة بين الإنسان وربه.. أما الوطن فهو للجميع.. وأبداً.. أبداً.. لن تنال من هذا النسيج الوطنى القوى المتين.. مؤامرات خبيثة دنيئة تحاك من الخونة الحاقدين المارقين.. أو حوادث إجرامية تقترفها شراذم من عتاة الإرهابيين المجرمين.
ولسوف يظل المصريون كما أرادهم السيد المسيح عليه السلام.. وكما وصفهم ودعا لهم.
مبارك شعب مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف