الأخبار
جلال دويدار
خواطر .. أم القنابل الأمريكية وصمت العالم المنافق
ليس هناك ما يمكن ان يقال عن جريمة استخدام امريكا لقنبلة أم القنابل في الحرب التي تخوضها في افغانستان سوي »لا حول ولا قوة إلا بالله»‬ انه القادر علي مواجهة هذا الجبروت والتصدي له. ليس الاعتراض علي ان هدف القاء هذه القنبلة هو محاربة تنظيمات ارهابية.. ولكن الاعتراض يتركز علي فكرة اللجوء لمثل هذا السلاح الغاشم غير الانساني بقدرته التدميرية الهائلة. ان قوته التدميرية وفق ما تم اعلانه تصل الي ١١ الف طن من المواد التفجيرية.
هذا السلوك من جانب امريكا يجيء في نفس الوقت الذي اثارت واشنطن كل الدنيا بشأن استخدام مرفوض ومشكوك فيه من جانب النظام الحاكم في سوريا للغازات السامة ضد التنظيمات المسلحة بإحدي المناطق السورية. اتخذت أمريكا من هذا الاتهام مبررا للاغارة الصاروخية علي طريقة »‬الكاوبوي» علي القاعدة الجوية السورية ضاربة عرض الحائط بسيادة دولة عضو في الامم المتحدة.
ليس مقبولا انسانيا بأي حال تبرير ما قامت به امريكا في أفغانستان بأنه ليس نوويا. لا يخفي ان استخدام هذا السلاح تم في اطار اجراء التجارب لخدمة صناعة السلاح التي تعد ركيزة اقتصادية امريكية تدخل ضمن اهتمامات الرئيس ترامب. من هذا المنطلق فإن صناعة السلاح لديها نفوذ غير محدود علي صناع القرار في دولة القطب الواحد. ثبت يقينا ان تصنيع وتجارة هذه المنتجات لا علاقة لهما بمتطلبات الانسانية او ما يفرضه اقرار سلام وامن العالم.
المثير فيما يتعلق بهذه التطورات المأساوية وانعكاساتها السلبية علي القيم الإنسانية.. هو صمت العالم. لا الامم المتحدة ولا المجتمع الدولي رفعوا الصوت اعتراضا علي ما أقدمت عليه أمريكا من الناحية الإنسانية وليس من ناحية المستهدف بهذه الغارة.
الاختلاف والتفاوت في رد الفعل بين الأحداث الثلاث المتمثلة في استخدام الغازات السامة والاغارة الصاروخية علي الاراضي السورية.. وضرب افغانستان بأم القنابل الأمريكية- ورغم توافقهما فيما يتعلق بتداعياتها الإنسانية واثارهما التدميرية علي البيئة المحيطة- يؤكد النفاق والتدليس الذي يعيشه هذا العالم.
ليس من توصيف لهذه الحالة سوي اننا نعيش في زمن يخاف ولا يحترم سوي القوة.. يرضخ للظلم وينبذ ويعادي العدالة والحقوق المشروعة. من المؤكد ان لا مجال لاصلاح هذا العالم الذي نعيش فيه مع غياب هذه العناصر الاساسية في التعامل لصالح أطراف المنظومة الانسانية سواء كانت دولا او تنظيمات سلمية او أفرادا أثرياء أيا كانت مبادئهم وتوجهاتهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف