المصريون
محمد شعبان الموجى
ضرورة عدم الخلط بين فقه الفرد وفقه المجتمع
الإسلام دين ودولة وباالتالي فأحكام الفقه تنقسم إلى أحكام فردية وأحكام مجتمعية .. ومن الخطأ الجسيم الخلط بينهما .. الجهاد ، وتغيير المنكر بالقوة ، وإقامة الحدود .. كلها أمور تتعلق بالدولة وبمؤسسات الدولة .. ولذلك ففهم هذه الأحكام المجتمعية يجب أن يكون في هذا الإطار .. ومثل هذه الأمور كلها موجودة في كل بلاد العالم لكن بأسماء مختلفة .. فالجهاد هو حماية البلاد والأمن القومي لها ، وتختص به الجيوش النظامية ، وتغيير المنكر بالقوة هو اعمال القانون والتقاضي ثم تنفيذ القانون ويختص به القضاء والشرطة .. لكن الفرق بين ماهو إسلامي وماهو غير اسلامي الأسماء الشرعية التي تكسب هذه الأمور الضرورات الحياتية بعدا عقديا إيمانيا وتعبديا ومنهجيا .. وعندما يقوم الأفراد بمهمة الدولة .. عندما تقوم الجماعات بمهمة الجهاد والنهي عن المنكر بالقوة وعندما يقوم المتطرفون بالقضاء بين الناس وتنفيذ الأحكام ، والحدود كما نرى ونسمع .. هنا يكون التطرف والإرهاب وتكون العشوائية والفوضى ... في المقابل نجد أن أدعياء الثقافة والفكر من العلمانيين والمارقين عن الدين .. يتهمون الإسلام بالعنف ويتهمون النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والخلفاء بممارسة الاعتداء ، والقتل ، وأعمال العنف ، والقسوة ، وإقامة الحدود .. ونسوا أو تناسوا أو جهلوا أو تجاهلوا أن الإسلام دين ودولة وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن شيخ طريقة صوفية وإنما كان رسولا ونبيا وقائدا وزعيما ومبشرا ونذيرا .. وأن الغزوات والجهاد وتطبيق الحدود هي وظائف طبيعية لأي دولة .. يختص بها الحاكم والمكلفون بها رسميا .. فما من دولة إلا ولها جيش ، ومامن دولة إلا ولها شرطة ، وما من دولة إلا ولها قضاء .. فمالعيب أن يمارس النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام مظاهر القوة والجهاد وتنفيذ أحكام الإعدام ، وغيرها من الأحكام لأنه من صميم عمل الدولة التي كانوا يقودونها عبر التاريخ الإسلامي .. الخطأ الشنيع يأتي من جهتين إذن .. أولها قيام بعض الأفراد والجماعات بدور الدولة وينتج عنه الإرهاب والتطرف والعنف .. وثانيها انكار كون الإسلام دين ودولة فتأتي الاتهامات الباطلة والاستهجان لما قام به النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء على مدار التاريخ من استعمال القوة للحفاظ على كيان الدولة والمجتمع .. وقد راينا ونرى بأنفسنا كل يوم أن ضحايا أي وزير دفاع أو وزير داخلية في العالم كله أضعاف أضعاف ما وقع في التاريخ الإسلامي كله .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف