الجمهورية
ماجد نوار
صباح الرياضة.. مدرسة المظلومين رياضياً!!
أصعب شيء علي النفس البشرية عندما يتم اتخاذ قرار بجرة قلم.. ليمحي جهودا شاقة ومضنية لسنوات طويلة لسياسة حكومة أو دولة بهدف وضع خارطة طريق للنهوض بمستقبل النشء.. وإعداد أبطال للمستقبل لتمثيلها في الدورات والبطولات العالمية.. اتحدث هنا عن القرار الخاص بإلغاء أو إغلاق مدارس أو مدارس الموهوبين رياضياً ولن أتحدث عن التجربة بالسلب أو الإيجاب لأننا كما نعلم قامت بدورها في حدود الإمكانات المتاحة بتخريج أبطال في مختلف اللعبات علي مدار السنوات الماضية.. ومن الطبيعي أن يكون هناك قصور في أداء تلك المدارس فتوقف العمل تدريجياً بإيقاف مدرسة تلو أخري حتي صدر الحكم بإعدام التجربة.. وهنا يطرأ السؤال وماذا بعد إغلاق مدرسة أو مدارس الموهوبين في الرياضة والتي كانت الدولة أو الحكومة تتكفل بالمتفوقين في أي رياضة وإعدادهم الاعداد اللائق نفسيا وبدنيا وفنيا كما يحدث في دول كبري للمشاركة في الدورات الأوليمبية أو بطولات العالم؟!
للإجابة علي السؤال لابد أن نرجع لسنوات وعقود تم فيها اتخاذ قرار انشاء تلك المدارس للنهوض بالرياضة واكتشاف الموهوبين في مختلف اللعبات وتكون الدولة مسئولة عنهم.. وصدر القرار بعدما تأكد المسئولون في الحكومة أو الوزارة حقيقة ان المدارس وهي الأصل علي مختلف مراحلها لا تقوم بدورها كما كان يحدث وانها تركز علي التعليم فقط وتم هدم كل الصالات والملاعب في مختلف المدارس لبناء فصول دراسية لاستيعاب التلامذة.. وأذكر وأنا طالب بمدرسة شبرا الإعدادية كانت الملاعب لمختلف اللعبات أكثر من الفصول وكانت حصص الرياضة مقدسة شأنها شأن أي حصص لأهم المواد الدراسية.. وكان أمام المدرسة مدرسة التوفيقية الثانوية بها ملعب قانوني ومدرجات خشبية بخلاف ملاعب الطائرة واليد والسلة وبجوارها حمام سباحة التوفيقية الذي شهد مولد أبطال ونجوم في السباحة!! ونفس الحال في مدرسة شبرا الثانوية وبقية المدارس الأخري.. تم تدمير جميع الملاعب والقضاء علي الرياضة وممارسة الأنشطة الرياضية من أجل حضارة الأسمنت التعليمية والتركيز علي المواد الدراسية واستيعاب التلاميذ.. من هنا اتخذ رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة في ذلك الوقت أخطر قرار وهو احتضان الموهوبين رياضياً من خلال إنشاء تلك المدارس وكان يقوم بالتمويل لأنها تابعة للمجلس الأعلي.. هذا الرجل أو الدكتور عبدالمنعم عمارة لابد أن نعترف بأنه من أفضل من تولوا تلك الوزارة رغم انه لم يكن وزيرا ولكنه كان بالفعل رجل أعمال وليس تصريحات وأقوال.. وأعلم ان الوزير الحالي المهندس خالد عبدالعزيز يريد المصلحة العامة ولكنه محكوم بتقارير عن تلك المدارس ومصروفات هائلة طبقاً للميزانية دون أن يكون هناك عائد ملموس يعني بالبلدي لا تخرج أبطال.. والسبب بالطبع كما نعلم جميعاً هو الإهمال الرهيب التي شاب تلك المدارس وأصبحت تدار بالواسطة أو المحسوبية!!
الفكرة أكثر من رائعة.. لأنها لو تم تنفيذها بالأسلوب التي بدأت عليه في عهد الدكتور عبدالمنعم عمارة لكان لدينا الآن عشرات من الأبطال والبطلات الأولمبيين ولكنها حادت عن طريقها علي مدار الـ 30 سنة الماضية وجميعنا يعلم الأسباب الحقيقية.. مطلوب من وزير الرياضة بحث الأساليب التي تحيي هذا المشروع أو تتولي وزارة الدفاع هذا المشروع لتكون مدارس الموهوبين تابعة للوزارة وأعتقد ان الحل الأمثل.. وأتمني أن ترجعوا لصاحب الفكرة ربما يكون لديه الحلول لإنقاذ مدرسة الموهوبين رياضيا!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف