زادت قيمة جائزة المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي تقيمها مصر سنوياً من خلال وزارة الأوقاف حتي وصلت إلي 150 ألف جنيه في الفرع الأول الذي هو حفظ القرآن الكريم وتفسير وكتابة بحث في مقاصد الشريعة وذلك للمتخصصين.
صحيح أن قيمة الجائزة لم تصل إلي مستوي جوائز أخري في موضوعات أخري لكن "ما لا يدرك كله لا يترك كله".
من نافلة القول أن نقول إن المعرفة والعلم هو الطريق الآمن للسلوك الحسن. وهي الكابح القوي للسقوط في غواية الأفكار الضالة وأصحاب الأيديولوجيات التي لها أهدافها. ما دامت هذه المعرفة صحيحة وبالتالي فإن لجوء المسابقة إلي إضافة التفسير للقرآن كله للفرع الأول علامة صحة وتوجه نحو الفهم الصحيح للقرآن الكريم الذي يهدي للتي هي أقوم يقول تعالي: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" الإسراء الآية "9" ويهدي إلي صراط مستقيم. وينير القلوب المظلمة ويرتقي بالحس. ويملأ القلب رقة وحباً ومودة.
إذن فالاحتفاء بالقرآن الكريم وإقامة المسابقات في حفظه وتفسيره يحفز الناشئة علي الإقبال عليه وهو أمر كان موجوداً لدي وزارة الأوقاف والأزهر الشريف حيث كانت تعقد المسابقات المحلية فيحصل الطفل علي جائزة مالية بعدد ما حفظ من أجزاء ويحصل شيخه علي جائزة بعدد تلاميذه وبعدد ما حفظوا من أجزاء.
كنا نتابع هذه المسابقة التي كان يرعاها الأزهر بقيادة شيخه جاد الحق علي جاد الحق بمثابة مهرجان ينطلق الشيخ فيه وتلاميذه من قريتهم إلي حيث المسابقة في المحافظة أو المركز ليعود كل واحد وقد ناله من الفرح بقدر ما حفظ وبقدر استحسان ممتحنيه له ولما حفظ.. كان هذا الأمر يدفع إلي المزيد من الإقبال علي كتاب الله ثم المزيد من الإقبال علي الأزهر ثم كان يقدم للجامعة طلاباً حافظين لكتاب الله حفظاً حقيقياً وقد رأيت رجلاً من دولة إسلامية شارك في مسابقة عالمية طافت في أنحاء مصر يصف مصر بأنها عش القرآن أينما تذهب تجد حفاظاً ومحفظين.