الوفد
عصام العبيدى
إشراقات .. مراكبى.. حلم حياتى!
الوظيفة الوحيدة.. التى كنت أتمنى العمل بها.. لو لم أكن صحفياً.. هى وظيفة «المراكبى»!
كنت دائماً أتابع المراكبية فى النيل.. وأرى أسرة كاملة.. مكونة من الأب والأم والأولاد.. وكل واحد له مهمة على المركب.. فالأب يرمى الشبك.. والأم تجدف بالمركب.. والأولاد يضربون صفحة الماء بالعصى.. حتى يرتبك السمك ويدخل برجليه.. إلى الشبكة التى فردها الوالد!
وبعد وقت قليل.. يقوم الأب.. أو ريس المركب - حسب وظيفته - بسحب الشباك من النيل.. وهنا تقفز الفرحة من عيون الصغار.. كلما رأوا السمك يقفز فى الشباك.. محاولاً الخلاص من المصير المحتوم!
ويبدأ الأب والأبناء فى جمع الخير.. الذى أرسله لهم ربهم.. وحتى الطفل الصغير تكون من نصيبه سمكة صغيرة نونو.. يلهو بها فى كوز الماء!
وتتسلم الزوجة الحصيلة.. وتبدأ فى تنظيف السمك.. وغسله بالماء.. ثم تبدأ فى تجهيزه بشرائح الطماطم والفلفل والردة.. ثم تبدأ فى إشعال وابور الجاز..وتجهيز الصاج لشوى السمك.. والكل فى لهفة وانتظار للفوز بأطعم وجبة سمك فى الدنيا بالهناء والشفا!
وحرصاً على تحصيل عدة جنيهات قليلة.. لشراء احتياجاتهم الضرورية.. من خبز وشاى وسكر وباكو المعسل.. يقوم الأب بوضع باقى السمك الموجود فى الشباك.. داخل مشنة من الخوص.. ليسير بها قرب الشاطئ.. حتى إذا ما نادى عليه أحدهم.. معاك سمك يا ريس.. أسرع بمركبه إليه.. وبعد قليل من الفصال.. يمنح الزبون السمك الطازج.. ويأخذ هو الجنيهات القليلة.. فيقبلها أولاً.. ثم يدسها فى جيب المحفظة.. وهو يحمد ربه.. ويشكره على نعمه وفيض كرمه!
حياة كاملة فى المركب.. فيها البساطة والسعادة والرضا بالمقسوم.. وحتى عندما تتعرض مركبهم لرياح عاتية.. أو موجة عالية.. فتنطلق ألسنتهم بالدعاء.. يا رب..يا منجى م المهالك.. فتجد يد الله.. أسرع إليهم من يد البشر.. وفجأة تنزل سكينته على النيل الهائج.. فيتحول إلى حبيب.. ينظر لهم نظرة كلها رضا وحنان.. ولا يبخل عليهم بالرزق الوفير.. والخير الكثير.
بالله عليكم.. شووووفتم فى حياتكم أجمل من كده.. ولا راحة بال أعظم من كده؟!
ادفع عمرى كله.. وأعيش عيشة هؤلاء البشر الطيبين.. أحباب الله.
< مكانة.. الإمام الأكبر
الإعلام الموجه.. يهاجم شيخ الأزهر.. بالأمر المباشر.. تمهيداً لعزله أو تطفيشه!
لو أدرك المتطاولون.. على «مقام» فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر.. قيمة ومكانة البيت.. الذى ينتسب إليه فضيلته.. وخرج منه.. وتخرج فيه.. لما جرأوا على مجرد النظر.. فى وجهه المضيئ!
فالمشكلة الوحيدة.. عند الإمام الأكبر.. إنه «شريف» وسط عالم من اللصوص!
وأخيراً نقول لهم: إلا الإمام أيها اللئام!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف