محمد عادل العجمى
م.. الآخر.. الواجب الوطنى والمصلحنجى
حينما تنظر إلى استثمارات البنوك فى أذون الخزانة، تتعجب هل هذا واجب وطنى ولابد من دعم الدولة فى الظروف التى تمر بها، وفى هذا الجانب من المؤكد أن الظروف سوف تستمر طويلاً خاصة فى ظل تضخم الدين العام، وقيام الدولة ممثلة فى وزارة المالية بسداد الديون والأقساط بمزيد من الديون بما يعنى حلقة مفرغة لن تنتهى، خاصة أن الديون الجديدة لا يتم ضخها فى استثمارات تحقق عائداً. ومن المؤكد أن البنوك تحقق عائداً دون أى مخاطر من الاستثمار فى أذون الخزانة، وفى نفس الوقت يحد من بحث البنوك عن الفرص الاستثمارية الجديدة التى تضخ فيها الأموال حتى لا تزيد تكلفتها، وبالتالى يتأثر الاقتصاد، وقد بلغت استثمارات البنوك بالأوراق المالية والسندات فى نهاية 2016 ما قدره 1067٫9 مليار جم مقابل 662٫9 مليار جنيه نهاية 2015 محققة معدل نمو قدره 61٫1%، مقابل نمو قدره 27٫9% خلال الفترة المقابلة من العام السابق، كما تشير دراسة للخبير المصرفى أحمد آدم، والذى أرجع النمو إلى فروق تقييم نتيجة لارتفاع أسعار صرف الدولار أمام الجنيه.
وهذ ما ينذر بالقلق لأن أى إخفاق حكومى سيترتب علية إخفاق مصرفى، لهذا فإن لم يكن هناك واجب وطنى من قبل قيادات البنوك التى تعمل فى مصر، بمختلف جنسياتها، فإنهم حريصون على دعم الاقتصاد المصرى بما يضمن سلامة الجهاز المصرفى، ويحقق الربحية المستدامة.
ونحن على ثقه بأن جميع قيادات البنوك يعملون من أجل دعم الاقتصاد إلا (المصلحنجى الذى ترك البنك المركزى فى وقت حرج وفر ليصبح رئيس بنك بسبب الحد الأقصى للأجور)، والكثير من القيادات يعملون بضمير من أجل مصر، وليس من أجل جمع المال، ويستهدفون خروج مصر بأقل الخسائر من أزمة العملة الطاحنة، ودعم الدولة فى هذه المرحلة الحرجة والتى تعصف بها رياح الأزمات، وكلما بدا بريق أمل، عصفت به رياح الإرهاب والكوارث، ولكن ستبقى مصر، بإذن الله تعالى، وستتحول هذه الأيام كشريط سريع من الذكريات كما تحولت الأيام الصعبة منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى وقتنا الحالى، فقط نحتاج ليعمل الجميع من أجل إرضاء الله، ثم خدمة وطنه، وأن تكون هناك أخلاقيات فى التعاملات المختلفة، وأن يقوم كل فرد فى الحكومة بدوره ولا ينتظر حتى يأمر الرئيس، ويجب أن تكون عيوننا على دعم حركة الإنتاج والاستثمار بالقضاء على البيروقرطية، والفساد، وعدم تحويل الدولة إلى دولة جباية فى هذه الظروف، وإنما تحويلها إلى دولة منتجة، ومن يعطل الإنتاج يستبعد فى أقرب وقت، لأن مصر فى حاجة إلى قيادات أكثر قدرة على الإدارة وعلماً بالملفات الحساسة التى تمر بها.