المساء
مصطفى بدوى الخطيب
الأزهر الشريف
سيظل الأزهر الشريف منارة للعلم والتدين في كل أنحاء العالم.. أكثر من ألف عام والأزهر يقوم بدوره بنجاح منقطع النظير.. تخرج فيه العلماء في كافة المجالات.. في علوم الدين والدنيا معاً.. سياسيون واقتصاديون ملء السمع والبصر.. منهم من تبوأ مكانة رفيعة في بلاده.. وعدد منهم وصل لمنصب رئيس الجمهورية.
أقول ذلك بعد الحملة الشرسة التي يتعرض لها الأزهر الشريف وعلماؤه وخريجوه.. في سابقة لم تحدث علي مدار أكثر من ألف عام.. كان العالم يتهافت علي دخول الأزهر والتزود بعلوم الدين والدنيا من خلال جامعته.
الأزهر كان له مواقف سياسية ووطنية يعلمها القريب والغريب وقد لا يتسع هذا المكان إلا بذكر أمثلة بسيطة توضح ما قدمه الأزهر للوطن وللأمة الإسلامية بصفة عامة.
كلنا لا ننسي موقف الأزهر من حشد المصريين لمواجهة التتار خلال القرن الثالث عشر الميلادي والذي استطاع المصريون بفضل دعم الأزهر إيقاف الغزو التتاري الذي أكل الأخضر واليابس أمامه قبل أن يصل إلي عين جالوت.. وأيضاً لن ننسي دوره الكبير في مواجهة الحملة الفرنسية والذي جعل الفرنسيون يدخلون الجامع الأزهر بالخيول والأحذية.. وأيضاً كان للأزهر دور مهم في ثورة 1919 حين وقف علماؤه بجانب إخوانهم رجال الدين المسيحي لمواجهة المحتل الانجليزي رافعين شعار "يحيا الهلال مع الصليب".. وأيضاً لن ننسي دور الأزهر العظيم في العصر الحديث وبالتحديد يوم 3 يوليو 2013 حيث اختار الأزهر الوقوف في صف الشعب المصري الذين خرجوا في ثورة 30 يونيو.
بعد كل هذه المواقف المشرفة وغيرها لم يتسع المقال لذكرها.. هل لنا أن نهاجم الأزهر الشريف ونعتبره السبب فيما وصل اليه عدد قليل جداً من الشباب من تضليل وتطرف بعيدين تماماً عن الدين الإسلامي وعما يقدمه الأزهر جامع وجامعة من علوم دين ودنيا كلها تدعو إلي السماحة والاعتدال وقبول الآخر.
والأغرب ان المتهمين في حادثتي تفجير كنيستي الإسكندرية وطنطا ليسوا من خريجي الأزهر.. وللعلم لولا علماء الأزهر خاصة في الصعيد وما يقومون به من دور عظيم لكانت معاناتنا أكبر وأشد.. في نفس الوقت غاب أصحاب الأدوار المهمة ولم يذكرهم أحد من قريب أو بعيد.
لماذا لم يتكلم أحد عن غياب التنمية عن محافظات الصعيد لسنوات طويلة؟! جعل منه بيئة سهلة لنمو الفكر المتطرف خاصة مع انتشار البطالة بين الشباب وانعدام وجود فرص العمل.
لماذا لم نحاسب وزارة الشباب لغياب دورها بين شباب الصعيد؟.. مع الوضع في الاعتبار ان معظم المتهمين في تفجير الكنيستين من الشباب.
لماذا لم نحاسب القائمين علي التعليم الذين فشلوا حتي في تعليم القراءة والكتابة.. وليس تعليم الأخلاق والقيم وقبول الآخر؟.. ولو تم إجراء اختبارات للقراءة والكتابة بين خريجي الدبلومات في محافظات الصعيد.. فستعرفون وقتها إنها كارثة حقيقية بعيدة تماماً عن الأزهر الشريف.
أين دور وزارة الثقافة في نشر الوعي بين المواطنين؟! وأين دورالفن الناعم من خلال الدراما والسينما؟!.. والذي تحول إلي دور محبط ومزلزل للقيم والأخلاق وجاء بنتائج عكسية.
وقبل أن نظلم محافظة قنا.. الأرض الطيبة ومنبع الرجولة والاحترام.. علينا فقط مراجعة هذين الرقمين.. نسبة الفقر في قنا 58% حسب جهاز الإحصاء.. ونسبة الأمية في المحافظة 9.25% حسب هيئة محو الأمية إذن المسئولية لا تقع علي الأزهر الشريف بمفرده ولكن نتحملها جميعاً وأولنا الحكومة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف