المساء
طارق مراد
جبلاية أبوريدة.. والمستقبل القريب
عندما تطالع الصحف.. وتقرأ أخبار اتحاذ كرة القدم وكيف أن مجلس إدارته برئاسة هاني أبوريدة المنحل يستعد لتنظيم مباراة دولية يخصص دخلها لصالح أسر ضحايا جريمتي الإرهاب الأسود ضد كنيستي طنطا والإسكندرية.. وأنه يستعد لتعيين مدير فني للمنتخب الأوليمبي.. ويبحث فكرة أري أنها مرفوضة شكلاً وموضوعاً باسناد إدارة مباراة القمة بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك لطاقم تحكيم مصري بقيادة الحكم محمد الحنفي أو محمد معروف.. عندما نطالع مثل هذه الأخبار اليومية عن مجلس إدارة الجبلاية المنحل وكأنه لم يصدر حكم قضائي ببطلان انتخابه وحله.. فإننا مطالبون بتقبل مثل هذه الأخبار سواء كانت للاستهلاك المحلي والشو الإعلامي أو محاولة لإثبات الوجود وأنهم مستمرون رغم أحكام قضاء مصر الشامخ العادل في تحد واضح وسافر لها.. أقول علينا أن نتقبل كل ذلك انطلاقاً من أن مجلس إدارة الجبلاية برئاسة أبوريدة المنحل من حقه الدفاع عن نفسه واستنفاذ كل درجات التقاضي المختلفة بالمحاكم مثل قيامه بتقديم استشكال ضد تنفيذ حكم الحل وبطلان انتخاباته.. إلخ.. هذا بالإضافة إلي أن السادة جهابذة الجبلاية يهددون الدولة وملايين المصريين باستصدار قرار من الفيفا بتجميد الكرة المصرية تحت شعار "عليا وعلي أعدائي" وهذا ليس بغريب عليهم فمنهم أقطاب الاستقواء بالخارج ضد بلدهم ووضعها بين أنياب الهيئات الدولية.. وكل هذا مقبول الآن فقط.. ولكن عندما يصدر حكم قضائي نهائي ببطلان انتخابات وحل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم برئاسة هاني أبوريدة فإن الكلام هنا سيكون للدولة وهيبتها ستكون علي المحك بمدي قدرتها علي تنفيذ أحكام القضاء واحترام سيادة القانون الذي نستظل ونحتمي به جميعاً.. وهنا أكد المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة أنه ملتزم بتنفيذ واحترام هذا الحكم القضائي ولأنه لا يجرؤ مسئول أو وزير علي عدم تنفيذ أحكام القضاء وإلا يتعرض للحبس والعزل من الوظيفة.. وأ ري أن هذا كلام منطقي وطبيعي.. طبقاً للدستور.. وإذا كنا نتفق أن الحكم الصادر بحل مجلس إدارة اتحاد الكرة وبطلانه هي قضية رأي عام بكل المعايير وبالتالي فالملايين علي الصعيدين الرسمي والشعبي من أبناء مصر المحروسة يرون أن هيبة الدولة باتت علي المحك لمعرفة مدي قدرتها علي تنفيذ أحكام القضاء أمام حفنة من حيتان الرياضة المصرية من ملوك السبوبة والبيزنس في قلعة الجبلاية وهم يتحدون أحكام القضاء ويتوعدون الرأي العام بعدم تقديم استقالتهم.. بل والاستقواء بالفيفا ضد بلدهم.
مثلما صرح بذلك كبيرهم المهندس هاني أبوريدة مؤخراً.. رغم أن الحكم القضائي واضح ولا يحتاج لعبقري لتفسيره فهو يقضي وينص علي بطلان الانتخابات وحل مجلس الجبلاية.. فالحكم الصادر لم ينص علي استبعاد أو اسقاط عضوية الشقيقين حازم والدكتورة سحر الهواري بسبب الحكم ا لصادر سابقاً بعدم أحقيتهما في الترشح لخوض انتخابات اتحاد الكرة فهذا الحكم كان من الماضي ولكن عدم التزام الوزير خالد عبدالعزيز بتنفيذ هذا الحكم القضائي والتحايل عليه والالتفاف حوله والسماح للشقيقين بخوض الانتخابات بجانب ارتكاب بعض المخالفات الأخري هو ما أبطل العملية الانتخابية بأسرها للجبلاية.. وهو ما يعني ببساطة أن المشكلة ليست قاصرة علي إقصاء الأخوين الهواري الصديقين العزيزين.. كما يحاول رئيس الجبلاية أن يوهم بها الرأي العام.. أما ما يردده السادة أعضاء الجبلاية من عدم تقديم استقالتهم لأنهم يتبعون الفيفا.. رغم أن الاتحاد الذي يعتلوا كراسيه حتي هذه اللحظة اسمه الاتحاد المصري لكرة القدم ويقع علي أراضيها وذلك حسب معلوماتي البسيطة.. وهذا الكلام في النهاية شأن خاص بهم ولكن أحكام القضاء سيف علي رقاب الجميع وعدم تنفيذها يمثل قمة الفساد في دولة قرر زعيمها وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي التصدي لكل مظاهر الفساد والفاسدين بقوة القانون وقضاء مصر الشامخ العادل.. لقناعته الشخصية وانطلاقاً من الواقع واستناداً للعقل والمنطق وتجارب الأمم وهو يبني دولة مصر الحديثة بأن تحقيق التنمية والبناء والتطور المنشود للمجتمع والاقتصاد والحياة الكريمة للمواطن البسيط لن يتم إلا بالقضاء علي جميع أشكال الفساد الذي ينهش في جسد الأمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف