الأخبار
محمد فتحى
هنلبسها للأزهر.. ضحكات متقطعة شريرة !!!!
(1) بعد التفجير الذي حدث في كنيستين، وذهب ضحيته شهداء نسأل الله أن يعاملهم بما يليق برحمته التي وسعت كل شيء وغلبت غضبه والتي هي أحن من أهل الأرض وكل المخلوقات، قرر البعض أن يجمع فيما بينهم أن الأزهر هو السبب..
الأزهر متهم ضمن المتهمين، لكن ليس هو المتهم الوحيد، إلا أن أحدهم أوعز لأحدهم أن الأزهر هو السبب.
شيخ الأزهر ننتقده ونهاجمه وسيشتكيه الرئيس لله عز وجل هو وكل من تأخر في ملف تجديد الخطاب الديني، لكن الملف نفسه ليس عند الأزهر وحده، إلا أن أحدهم قرر أن الأزهر هو السبب، ثم قرر أننا (هنلبسها للأزهر)، ثم نعرف جميعاً أن شيئاً لن يحدث، لكن السؤال المهم : هل الأزهر هو السبب ؟؟
(2) » استقيل يا أخي بقي »‬.. يقولها عمرو أديب. يصرخ بها موجهاً إياها لشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب الرجل الذي استبشرنا به في بداياته، وبتعليمه الأجنبي، وباستنارته التي روجت عنه، ثم لا شيء يحدث. مواقف الأزهر سياسياً مؤسفة، ودينياً متأخرة، والاعتماد علي الميراث أصبح أكثر من الاعتماد علي الإنتاج، ومستشارو الشيخ من مؤيدي الإخوان لايزالون في أماكنهم، فيما يدور الكلام حول إصلاح المناهج ومركز لرصد ومكافحة الفتاوي المتطرفة، إلا أن شيئاً لا يحدث، لأن الكفاءات غائبة، ولأن المشيخة تفرغت لصد الهجوم والنيل من منتقديها أكثر من تفرغها لطرح رؤية واستراتيجية حقيقية ننطلق منها لإصلاح (لا تجديد) الخطاب الديني، والنتيجة أن الأزهر لا يمكن أن يصلح أي خطاب ديني بالعقلية الحالية، ومع ذلك، الأزهر ليس المتهم الوحيد، فلماذا نلبسه الليلة ؟؟!!
(3) أثناء تحضيرنا لمناظرة حول دور الأزهر والاتهامات التي تطاله بين الحين والآخر حاولنا التواصل مع شيخ الأزهر فقالوا لنا : لا يظهر. تواصلنا مع المكتب الإعلامي للمشيخة فرشح لنا أحدهم إمام مسجد السيدة نفيسة عبد الله رشدي. شخص لطيف يرتدي بذلة عصرية ويستطيع فضح الشيخ ميزو لكنه لا يملك أن يناظر إسلام بحيري مثلاً، ومع ذلك قلنا للشخص الألطف الذي رشحه من المركز الإعلامي : هل هذا الرجل يمثل الأزهر ؟؟ قال : لا. قلنا : سنقول إن الأزهر رشحه، قال : لا. تواصلنا مع المستشار محمد عبد السلام عبر (الواتس آب) حيث لا يرد الرجل المشغول دائماً والذي يملك عصا موسي في المشيخة، فجاء رد الرجل حكيمًا : استضيفوا من تشاؤون.. نحن لا نرشح أحدا ولا أحد يتحدث باسم الأزهر.
فيما بعد، قدم د. محمد الباز نسخة من كتاب لأحد مشايخ الأزهر يتحدث فيه عن وجوب هدم الكنائس، فيما ظهر عبد الله رشدي مؤكداً أن المسيحيين كفار !!!
(4) يمكن أن نهاجم الأزهر، أن ننتقده، لكن لا يمكن تحميله سبب كل إرهاب وشرور مصر، وإذا أردت أن تشير بإصبع الاتهام للأزهر ستشير باقي الأصابع لنا جميعاً.. فالتعليم متهم، والثقافة متهمة، والأمن متهم، والإعلام متهم، والدولة نفسها متهمة، ولا يتحمل الوزر أحمد الطيب ولا عبد الفتاح السيسي ولا الراحل محمد سيد طنطاوي ولا مبارك، ولا جاد الحق علي جاد الحق ولا السادات، بل تتحمله دولة احتارت في تصنيف الدين، وهل تستعين به وبأزهر الوسطية ضد تيارات الظلام، أم تهمش الدين بأزهره وتلعب سياسة مع تلك التيارات ؟؟ هذه دولة لا تدرك أن (التدين الشعبي) لدي المصريين أقوي من تدين مؤسساتها، وأن طبعة الإسلام التي نزلت علي مصر اتسمت بالمحبة، فيما فتحت هي المجال للمتشددين والمتطرفين لاختطافه واحتلال أماكن مرموقة في الأزهر، والنتيجة أن الأزهر تاريخ، وليس حاضراً. ماض وليس مستقبلاً، يراد إصلاحه شفاهة، لكن الحقيقة أنهم يريدون هدمه أو جعله (علي الخط)، وبينما يفعل البعض ذلك يرفض الأزهر و(مستشاروه) مطلقو الأيدي، رغم أنه يستطيعون - فعلاً - مساعدة الدين أكثر.
(5) صوت الأزهر جريدة يقرأها الآلاف بالأمر المباشر، لكنها كانت مختطفة، تفاءلت خيراً بتولي زميلنا أحمد الصاوي رئاسة تحريرها ليحولها من (نشرة علاقات عامة ركيكة) إلي جريدة حقيقية، لكن هل يكفي هذا ؟؟
(6) يصعب علينا تخيل مصر بلا أزهر، لكن ما يفعله الأزهر الآن سيجعل الأزهر بلا مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف