الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. «الشيلة تقيلة» ونحن لها!
فى مصر ساحة مفتوحة على مصراعيها لكل من يريد أن يدلى بدلوه حول مختلف القضايا وبصرف النظر عن جدية وعمق بعض الأطروحات وتفاهة وسطحية الكثير من المقترحات فإن السؤال الضرورى هو: كيف يمكن عمليا احتضان الأفكار الجادة والعميقة لكى تتحول إلى خطوط عريضة محددة ترسم خارطة طريق حول كيفية التعامل مع مشاكلنا وأزماتنا المستعصية على الحل منذ سنوات بعيدة مثل مشاكل وأزمات البطالة والتعليم والصحة والفجوة المتزايدة بين الأجور والأسعار.

أتحدث عن الحاجة إلى إطار تنظيمى جديد تتوفر لديه القدرة على احتضان الأفكار والمبادرات الجادة والعميقة وإعادة تدويرها من أجل الانتقال بها من سطور على الورق إلى حلول عملية فى أرض الواقع... وهذا الذى أتحدث عنه يتطلب دراسة تجاربنا السابقة فى المجالس القومية المتخصصة والهيئات الاستشارية العليا حتى لا نكرر أنفسنا ولو تحت مسميات ورايات جديدة بينما يبقى الفكر والإطار كما هو لا يقدم ولا يؤخر.

وأعترف إننى لا أملك تصورا محددا ولكننى أستطيع أن أقول اجتهادا إننا بحاجة إلى نظرة جديدة تسمح بتوسيع وتطوير دور الدولة فى التخطيط حتى يمكن استكمال أوجه النقص فى بعض المجالات وسد الفجوات والثغرات المنتشرة فى الجسد الإدارى للدولة والمؤسسات المعنية بالخدمات الضرورية للناس.

والتخطيط علم ودراسة وأرقام ووثائق ولكنه لا يمثل شيئا إيجابيا إذا غاب عنه الوعى السياسى بالواقع المجتمعى ومصاعبه وتحدياته ومن هنا تجيء أهمية تسييس الدور التخطيطى للدولة لأن مصائر الأوطان وأمانى الشعوب لا تكون فى مأمن إلا إذا كانت نتائج رؤية سياسية واجتماعية عميقة تنتصر فيها العقائد والمبادئ والأحلام السياسية على أرقام الموازنة المالية وبنودها الجامدة.

وإذا نجحنا فى احتضان الأفكار الجادة وليس الأمانى الحالمة فإننا يمكن أن نبدأ رحلة الاطمئنان إلى أن شمس المكانة الاقتصادية سوف تتعانق من جديد مع ضياء العدالة الاجتماعية فى بلد يملك الكثير من مقومات النهضة والتقدم!

وصحيح أن "الشيلة تقيلة" ولكن نحن لها وبالعزيمة نستطيع أن نتحملها وأن نحملها على أكتافنا بكل كفاءة واقتدار صوب أهدافنا المشروعة!

خير الكلام:

<< ليست هناك أجراس تدق من تلقاء نفسها !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف