الجمهورية
بهجت الوكيل
سكان المقابر وأحلام البسطاء
أربعة جدران. لقمة نضيفة. تعليم كويس. ستر للبنات.. حلم يتمني تحقيقه مليون ونصف المليون مواطن يسكنون المقابر مع الأموات طبقاً لإحصائية جهاز التعبئة والإحصاء لقلة الحيلة وضيق اليد ولعدم تحقيق العدالة الاجتماعية التي نادت بهما ثورتا 25 يناير و30 يونيه.
هؤلاء يعيشون في مقابر "الغفير والإمام الشافعي والتونسي والبساتين وباب الوزير والإمام الليثي والمجاورين وجبانات عين شمس ومدينة نصر ومصر الجديدة في الوقت الذي طرحت فيه الدولة 500 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل ضمن مشروع "المليون وحدة" أو الإسكان الاجتماعي ولأن دخل هؤلاء يكاد يكون معدوماً فهم خارج تلك الشريحة التي لابد من النظر إليها من قبل وزارات التضامن الاجتماعي والقوي العاملة والإسكان حتي ينعموا بالحياة الكريمة بدلاً من معاناتهم من ندرة مياه الشرب والكهرباء وعدم وجود مراحيض هذا بخلاف غياب الأمن الذي يتركهم فريسة للبلطجية والخارجين علي القانون وتجار المخدرات مما يدفع الكثير منهم لبيع أبنائهم لأصحاب الفكر الهدام والمخربين وقوي الشر والإرهاب وتحولهم من شباب منتج إلي قنابل موقوتة وإرهابيين في ظل الحياة الاقتصادية الصعبة.
سكان المقابر دفعتهم ظروفهم للعيش وسط الأموات فلم يرحمهم أحد فأجهزة الدولة لا تهتم بحمايتهم ولا البلطجية وغياب الأمن جعل من المقابر وكراً لتجارة المخدرات وممارسة الدعارة وتعاطي المخدرات والقمامة تحاصرهم في كل مكان هذا بخلاف أن تلك المقابر أصبحت مأوي للهاربين من الأحكام القضائية كما أنها أصبحت ملجأ لكل مجرم يريد أن يرتكب جريمته دون أن يشاهده الناس مثل انتشار مافيا الاتجار في الجثث.
سكان المقابر ينامون ليلاً خوفاً من اللصوص الذين يطرقون عليهم الأبواب كل يوم وهم لا يسمعون سوي صمت الموتي وصراخ أقاربهم كما أنهم لا يستنشقون غير رائحة العظام بعد تحللها حتي أطفالهم يحملون هموماً عميقة أكبر من أعمارهم كما أنهم يعيشون حياة يسير فيها المرضي جنباً إلي جنب مع الفقر وقلة الحيلة ورغم كل ذلك فكثير منهم راضي بحياته ولا يرغب في تحميل الدولة فوق طاقتها وليس لهم مطالب سوي أن توفر لهم الحكومة السلع والمنتجات الغذائية بما يتناسب مع مستوي دخلهم لأن العيشة والأسعار نار هذا بخلاف توفير فرص عمل دائمة لهم ولأولادهم فهل ستنظر إليهم الدولة وستحقق لهم أحلامهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف