الجمهورية
مصطفى هدهود
الشباب والكبار والقدوة الحسنة
تنادي أراضي الأمم الإسلامية والعربية شبابها وكبارها بأهمية تواصل الأجيال ومشاركة الشباب في بناء هذه الأمم ومقاومة هدمها حيث تعمل الصهيونية العالمية وكل الدول والمنظمات والمؤسسات المعادية لنا علي تفكيك واضعاف شبابنا وأجيالنا المتتالية بدون هوادة أو تواني وذلك باستخدام اسلوب جديد من الاستعمار الصهيوني والغربي والشرقي أملاً في أن يتم محو هذه الأمم من الخريطة العالمية واحكام سيطرة الصهيونية العالمية ليس علي دولة بعينها ولكن علينا جميعا كأمة عربية مسلمين وأقباطاً.
ويجب علينا كأمة عربية أن نكون متحدين لمقاومة الهجمات الشرسة التي نواجهها. ونري أنه لابد من التلاحم بين كبار وشباب أمتنا لإحداث تواصل بالأجيال وتعميق حب الوطن والارض جيلاً بعد جيل.
لابد من الاهتمام بأبنائنا واحفادنا ونري أهمية البدء بواسطة الكبار حيث لابد أن يكون الكبار قدوة ومثل أعلي للشباب. فالأسرة هي النواة الصغيرة لمجتمع سليم. فإذا تعامل الأب والأم مع بعضهم البعض لابد أن يتسم التعامل بالتحضر والرقي. وأن تتسم الحياة بأسلوب راقي ومميز وهاديء والابتعاد عن أي علاقة سلبية شاملا البغضاء وسوء الحديث والألفاظ النابية وعدم التحدث عن الأحوال المالية وممارسة العلاقة الخاصة أمام الأولاد والأحفاد. وأن يركزوا جهودهم علي قراءة القرآن الكريم والإنجيل باستمرار أمام أولادهم وأداء الصلاة وايتاء الزكاة وأداء الفرائض المطلوبة وتنفيذ مباديء صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب واحترام الجد والجدة واظهار مباديء التسامح وتعميق مباديء التزود بالعلم والمعرفة والثقافة والدين وبث روح محبة الأديان السماوية الأخري وأن يكونوا اعضاء صالحين وأقوياء ونافعين لهذا المجتمع.
أما إذا انطلقنا إلي الحياة العلمية والعملية التي هي أساس أي دولة ومقياس تحضرها ونموها نري أن كل فرد في أي مؤسسة له دور هام جداً أن يؤديه بجدارة فائقة فبالنسبة للمدرس ومدير المدرسة فإنه يجب عليهما أداء الوظائف المنوطين بها والبعد عن الدروس الخصوصية والقضاء عليها تماما وتوقف المدرس عن البحث عن المادة باستمرار دون النظر إلي النشء الذي يزرع فيه التربية والتعليم وللأسف ينعكس هذا الأداء السييء للمدرسة علي أبنائه واحفاده وسوف يضطر في النهاية إلي انفاق كل ما يجنيه من أموال من الدروس الخصوصية علي تعليمهم بنفس الأسلوب ونجد أنفسنا في النهاية أصبحنا في دائرة لا تنتهي.
ان دور التربية بالمنزل أو دور الحضانة أو المدرسة أو المسئول عن النظافة في المنزل والمدرسة والاتوبيس لا يقل دور أحد منهم عن الآخر فنحن دائما مسئولين عن الطفل منذ ولادته وفي جميع مراحل تعليمه إلي أن يصبح رب أسرة مرة أخري.
وبالحديث عن المسئولين عن المنظومة الصحية متمثلا في الطبيب والممرض والصيدلي في المستشفي الحكومي أو التأمين الصحي أو الخاص يجب أن نكون قدوة حسنة ومثلاً أعلي يقتضي به المريض وعائلته وأقاربه.
ولا ننسي دور سائق الأتوبيس أو التاكسي والكمسري في المواصلات العامة ومدي تنفيذه لأدواره الوظيفية وحمايته للسيارة التي يقودها أو الطرق التي يسلكها وتنفيذ مبادئ السلامة اثناء استخدامه للطرق.
ولا ننسي دور الأمام بالمسجد وأسلوبه اثناء القاء الخطب والمواعظ الدينية وأسلوبه في الحياة الأسرية والاجتماعية ومدي التناقض الذي قد يحدث بينهما وكيف يكون قدوة ومثلاً أعلي للشباب وكبار القرية والحي والمدينة بإشارة أن البحث عن اجتياز الحال بأي أسلوب ما هي إلا قدوة ومثل سييء للشباب.
ونري أيضا أن ابتعاد الأب والأم والمدرس والمدير والأمام بالمسجد والراعي بالكنيسة عن شرب السجائر أو تعاطي المخدرات والأفيون والمشروبات الكحولية ما هو إلا مثل وقدوة حسنة للشباب.
وأخطر وأهم شيء هو القدوة والمثل الذي يقتدي به الشباب من رئيس وزعيم دولتهم ومدي الثقة المتبادلة بين المواطنين وقادته سواء كان رئيس دولة أو رئيس وزراء أو وزير أو محافظ أننا جميعا مسئولون عن توجيه الشباب نحو حب الوطن والمجتمع. ومسئولون عن تواصل الأجيال وابعادهم عن قوة الجذب السلبية الأخري التي ينفذها الاستعمار والصهيونية العالمية والتي تعمل علي نشر الفسق والرذيلة والفساد بين شبابنا وابعادهم عن الدين والتدين والسماحة والعلم والمعرفة والتكنولوجيا والرياضة والثقافة. إن الأمور ليست بالصعوبة في البحث عن القدوة والمثل الأعلي حيث يجب علينا جميعا تعليم الاولاد والأبناء بالتعمق في السيرة الذاتية النبوية وأسلوب حياة وسنة سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام - وأسلوب تعامله مع الأحداث المختلفة حيث هو القدوة والمثل الأعلي والواجب أن نقتدي به جميعا.
أرجوكم العودة لاسلوب حياة وإدارة الدولة الإسلامية أيام المسلمين الأوائل وخاصة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم والزهد في الدنيا ويجب علي قادة الدول الإسلامية والعربية بأن يعلموا أن لهم أدواراً مهمة وحيوية لتأهيل الأجيال الحالية والقادمة من شباب الإسلام والعروبة. وأن يبتعدوا عن التنافر الذي يحدث حالياً بين قادتنا. وعلي التوازي نناشد أولادنا وأحفادنا بالتمسك بمباديء الأديان السماوية والبعد عن الرذيلة والفسق وشرب السجائر وتعاطي المخدرات والبعد عن الجنس والتزود بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا والثقافة والرياضة والمباديء الحسنة.
يا شباب ويا كبار العالم العربي والإسلامي يجب أن نسأل أنفسنا ما هو دور علمائنا في تطوير وامتلاك التكنولوجيا الحديثة في وسائل النقل والهندسة والزراعة والصيدلة والرياضة... الخ للأسف لا يوجد لنا دور بارز. ولذلك يجب أن يكون لنا دور والذي سنوضحه في مقالة تالية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف