الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. مثلث ماسبيرو.. واجهة عصرية
بعد أن استجاب معظم ساكنى منطقة مثلث ماسبيرو لمخطط جلائهم عن بيوتهم.. تمهيدًا لتحويلها إلى واجهة جديدة للقاهرة.. أرى ألا نترك هذه العملية للمحافظة وحدها. حتى لا نرى منطقة عشوائية - ولو عصرية - مكان منطقة عشوائية يعود عمرها إلى أكثر من ثلاثة قرون.
ولمن لا يعرف لم تكن بولاق - يوما ما - ضمن مناطق مدينة القاهرة.. حتى وإن صارت أحد أهم ميناءين لاستقبال حاصلات بحرى فى بولاق وحاصلات الصعيد، فى أثر النبى، مصر عتيقة.. وكان بونابرت هو الذى أمر بشق طريق من الأزبكية - حيث قصر محمد بك الألفى - الذى اتخذه بونابرت مقرًا لسكنه.. وأيضا مقرًا لقيادته العسكرية، إلى نهر النيل فى المنطقة الممتدة شمالاً إلى قرب روض الفرج - أمام وكالة البلح - وجنوبًا إلى منطقة كوبرى قصر النيل.. أى لا تقتصر على ما هو مبنى ماسبيرو.. ومتحف الركايب الملكية ومسجد السلطان أبوالعلا.
<< حقيقة، هذه المنطقة الآن بها الكثير من الفنادق الفاخرة.. ولكن يزينها برج وزارة الخارجية المقام على شكل زهرة اللوتس الفرعونية وبجواره مقر اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو» ثم برجا البنك الأهلى إلا أن هذا المثلث الذى يصل ظهره إلى شارع الجلاء «الترعة البولاقية سابقا» يمكن أن يتحول إلى حى عصرى عظيم على غرار حى مانهاتن أبرز أحياء نيويورك.. أو إلى حى «النيل الإيطالى» أى إيطاليا الصغيرة الذى تسكنه أغلبية من الطلاينة المهاجرين هناك.
<< من هنا يجب طرح المنطقة وتطويرها فى مسابقة عالمية لتحديد هوية المنطقة الجديدة، وليس فقط إنشاء عدد من الأبراج أو ناطحات السحاب على العاصمة المطلة على نهر النيل.. بل يجب أن تكون محددة ومتساوية فى الارتفاعات.. وذات طراز معمارى يدل على عصر مصر الحديثة، خصوصًا وأن خلفيتها تطل على ميدان التحرير والمتحف المصرى والعديد من المبانى التاريخية بمنطقة وسط البلد!! وبالمناسبة كان محمد على باشا هو أول من عمر هذه المنطقة عندما بنى قصرًا عظيمًا لابنته الكبرى - هو قصر النيل - والذى تحول مع ما حوله إلى ثكنات قصر النيل التى كانت مقرًا للجيش المصرى ثم لجيش الاحتلال البريطانى بداية من سبتمبر 1882، وحتى مارس 1947.
<< إن مصر الحديثة تحتاج هذه الواجهة الحضارية التى تطل على النيل الذى يمتد مع امتداد القاهرة من حلوان جنوبا.. إلى قصر محمد على فى شبرا.. أى مسافة بطول 40 كيلومترا.. ويجب أن يكون مخطط تطوير مثلث ماسبيرو عنوانا لمصر الحديثة.. بشكل معمارى غير تقليدى.. خصوصًا وأن ثورة 23 يوليو لم تترك لنا أثرًا معماريًا نفخر به من عام 1952 وحتى الآن.. وربما يكون تطوير مثلث ماسبيرو هو البداية الصحيحة لثورة معمارية تخطيطية جديدة.. وهنا يجب أن نضع أمام عيوننا ما جرى من تخطيط مدن عربية مثل دبى وأبو ظبى والشارقة.
<< وبشرط ألا نسمح مطلقًا بأى اعتداء على هذه الأرض إلا ضمن المخطط العام الذى أحلم به.. لنستعيد هذه المنطقة التى كانت يوما حكاية.. لمشاية أهل مصر.. وعاصمة تستحقها مصر الحديثة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف