جريدة روزاليوسف
مديحة عزت
«الله محبة»
الدين لله ومصر للجميع
كنا زمان مسلمين وأقباط أخوة ومصر للجميع.. وهذه الأبيات لأمير الشعراء أحمد شوقى تذكرنا بالأخوة والمحبة يقول شوقى فى قصيدة الهلال والصليب..
جبريل أنت هدى السماء
وأنت برهان العناية
زد الهلال من الكرامة
والصليب من الرعاية
لم يخلق الرحمن أكبر
منهما فى البراية
واجعل وسيلتك المسيح وأمه
وأخبر مرسل فى خلقه الرحمانا
عيدالمسيح وعيد أحمد أقبلا
يتباريان وضاءة وجمالًا
يا أيها الباغون ركاب
الجهالة والعماية
الباغون الحرب حبا
للتوسع فى الولاية
مع دعوتى بالرحمة والغفران لأمير الشعراء أحمد شوقى الذى أقدم هذه الأبيات من أشعاره تحية لاخواننا الاقباط وعذرا وبكل الألم أتقدم بخالص العزاء فى شهداء كنيسة الإسكندرية وكنيسة طنطا.. مع دعائى وأطلب من الله العلى القدير أن يكون الحب سبيلنا والسماحة رائدنا وأن نشعر بالمواطنة الحقة فى وطن الرسالات ومهد الحضارات مصر التى تشرفت بالانبياء والرسل والتى نشأت فى ربوعها «اليهودية» و«المسيحية» و«الإسلام».
ولما كان شهر يونيو أصبح تاريخا لأشهر الاحداث فى مصر ثورة مصر المجيدة.. وبعد..
لقد كانت أهم الأحداث تذكر يوم أول شهر يونيو «بشنس» بالقبطى يعنى يونيو شهر مجىء السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى مصر.. يحدثنا أشعياء النبى يقول فى سفره الإنجيلى «كان دخول السيد المسيح أرض مصر بركة كبيرة لازمتها وشعبها.. ومن الكتاب المقدس فى سفر أشعياء «مبارك شعبى مصر» وكما يقول السفر خرج يوسف الشيخ من أرض فلسطين كأمر الملاك وخرجت معه السيدة مريم العذراء راكبه على حمار وتحمل على ذراعيها «يسوع المسيح».. ليست رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بالأمر الهين.. بل كانت رحلة شاقة مليئة بالآلام.. لقد صارت العذراء مريم حاملة الطفل «يسوع» ومعها يوسف البار.. عبر الصحارى والهضاب والوديان متنقلة من مكان لمكان وكانت هناك مخاطر كثيرة فى البرارى.. وفى الرحيل عبر الصحراء..
وكانت زيارة السيد المسيح لمصر هى التمهيد الحقيقى لمجىء «مارمرقس» الرسول إلى مصر وتأسيس كنيسة الإسكندرية وسرى التدين إلى كل الناس فأصبح شعب مصر متدينا يعرف الله حق المعرفة.
وكانت بدأت الرحلة عندما سارت العائلة المقدسة من بيت لحم حتى محمية الزرانيق غرب العريش ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهة الفرما الواقعة بين العريش وبورسعيد ومكثت العائلة المقدسة عشرة أيام فى المغارة التى أصبحت فيما بعد هيكلا لكنيسة السيدة العذراء الأثرية فى الجهة الغربية من الدير حجر كبير كان يجلس عليه المسيح وهو طفل.
وفى طريق العودة سلكوا طريقا آخر.. انحرف بهم إلى جبل أسيوط المعروف بجبل «درنكه» وباركته العائلة المقدسة حيث بنى دير باسم السيدة العذراء فى جنوب أسيوط ثم وصلوا إألى مصر القديمة ثم المطرية ثم «المحمة» ومنها إلى سيناء ثم فلسطين حيث سكن القديس يوسف والعائلة المقدسة فى قرية الناصرية بالجليل.. وهكذا انتهت رحلة المعاناة التى استمرت ثلاث سنوات ذهابا وإيابا ووسيلتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة أو ركوب السفن أحيانا فى النيل.. ومعظم الطريق مشيا على الاقدام.. متحملين برد الشتاء وحر الصيف.. والجوع والعطش والمطاردة.. رحلة شاقة تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف يفرح لأجل شعب مصر وكما قال الإنجيل.. «مبارك شعبى مصر»..
ومن نتيجة رحلة العائلة المقدسة.. هذا العدد من الكنائس والأديرة.. كنيسة العذراء الأثرية ودير المحرق بأسيوط والمتحف القبطى فى مصر القديمة.. وكنيسة الفرما وكنيسة العذراء بمسطرد وكنيسة العذراء بكفر الشيخ.. ودير الانبا بيشوى بوادى النطرون.. وفى كل مكان مرت به العائلة المقدسة.. كنائس وأديرة كثيرة أولها كنيسة «مارمرقس» الرسول بالإسكندرية التى بكل الالم والاسف تعرضت للاعتداء الاخير من أعداء الدين والوطن.. هذه بعض معلوماتى وقراءاتى فى الكتب الدينية المقدسة.. وبعد.
ويذكر السيد المسيح عليه السلام الذى كرمه رب العزة فى القرآن الكريم قال عز وجل: «يا عيسى أنى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا» الآية «55» من سورة آل عمران وقوله عز وجل: «والسلام علىّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا» الآية «33» من سورة مريم.. ومن كلمات المسيح «سلام أترك لكم».. ومن كلمات سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام «كونوا عباد الله إخوانا».. وأيضًا من أقوال رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام «الأنبياء أخوة أمهاتهم شتى ودينهم واحد»..
وأخيراً...
أتقدم بكل الحب والعزاء فى شهداء كنيسة «مارمرقس» بالإسكندرية وشهداء كنيسة طنطا.. نياحا..
لأرواحهم والله يقدس روحهم ومع المسيح إلى الأمجاد السماوية.. والله محبة».. والى أصدقائى وزملاء عمرى وأحبابى من الاقباط رجاء أن تسامحونى لو كان فى معلوماتى نقص أو خطأ فسامحونى.. طبعا من أخلاق السيد المسيح عليه السلام السماح والى كل أقباط مصر خالص العزاء والحب والاحترام الى البابا «تواضروس الثانى» بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والى كل كنائس مصر ورجال الدين القبطى والمسيحى فى مصر وخارج مصر.. أدعو لمصر وشعب مصر بالسلام والمحبة والاخوة وأن تكون السماحة رائدنا وأن نطلب من الله عز وجل أن يحمى مصر وشعب مصر من المتأسلمين الذين لم يتقوا الله فى مصر الوطن والشعب ويارب احم واكف مصر من شرهم وطمعهم وإلى تجار الدين المتأسلمين الذين الحرق والخراب مبدأ عندهم مصدرين الدين لكل تجاوزهم.. إليهم أخيرا جميعا.. قول أبوالعلا المعرى.. «إذا رام كيدا بالصلاة مقيمها فتاركها عمدا إلى الله أقرب».
وأخيرا.. أتقدم بكل الحب والعزاء فى شهداء الكنائس بالاسكندرية وطنطا والتحية لاصدقائى وزملاء عمرى وأحبابى الاقباط.. إليهم الحب كله الدكتور فاروق بهجت وعائلته.. والزملاء الاعزاء لويس جريس.. ومفيد فوزى وابنته الحبيبة ورءوف توفيق ورشاد كامل.. وأعز الأعزاء زاهر زكريا وعائلته والاصدقاء الحبايب دكتور صيدلى طلعت نظير.. وإلى جيرانى الاعزاء دكتور جورج ناشد.. دكتورة مريم.. دكتور سامح نظير.. دكتور نادر لويس.. دكتوريوسف بركات..
وأخيراً إلى كل أقباط ومسيحيى مصر كل عام وأنتم وأنا والزملاء الحبايب بألف خير وحب وسلام أعاد الله علينا جميعا قبطى ومسيحى ومسلم عيد القيامة المجيد.. كل عام وكلنا شعب مصر الحبيبة «يارب النصر لمصر دائما بإذن الله»..
وهذه خالص الحب والتحية والسلام الى الصحافة والأحبة الصحفيين.. قول الشاعر بشارة الخورى..
قالوا البلاد فقلت
أيهما أهى الجريدة
أم هى الوطن
إن كانت الأولى فحبكم
قلم على الأوطان مؤتمن
وإليكم الحب كله
وتصبحون على حب
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف