فيتو
أبو الفتوح قلقيلة
تاريخ رؤساء مصر مع الدين والتدين
ثمة قناعات راسخة عند المتدينين عامة من كل دين أو ملة، أن الله حق وأن من يدعو بدعوة الله أو يؤمن بها، لا يمكن أبدا أن يقرنها بسفك للدماء أو إزهاق للأرواح، لذا كانت هناك عند البعض دوما يقينا أن من يحاربون الدين ويسقطون عليه أية جرائم يرتكبها أفاقون وأفاكون قتلة مجرمون، لا يؤمنون بأية دين.. ولا يكيدون فقط لدين ما، بل للدين عامة في أي صورة وتحت أي مسمى.. تتساوى عندهم كراهية الإسلام مع مقت المسيحية والعداء لأي رسالة سماوية من لدن آدم عليه السلام مرورا بموسى وعيسى وخاتما بمحمد عليهم جميعا الصلاة والسلام.

لذا تحار الكلمات في وصف تلك القلة المتهافتة التي استغلت حادث الكنيستين أسوأ استغلال، لأنهم انطلقوا يسفهون من الدين وقيم التدين ذاتها، بل بلغ بالبعض منهم الإجرام بأن طالبوا بحذف آيات مقدسة من القرآن الكريم بحجة أنها تدعو للقتل والإرهاب.. لم يعمل أحد منهم عقله المتوقف عن التفكير من زمن، في فهم أسباب التنزيل والظروف التاريخية بآيات الجهاد التي نصت صراحة على مقاتلة وليس (قتل) من يقاتلون المسلمين ويفتونهم عن دينهم أو يخرجونهم من أرضهم.. ناهيك عن قراءتهم لقشور من تأويلات بلهاء كتبها مستشرقون عن الإسلام كان كل هدفهم منها الطعن في الرسالة وصاحبها.. تارة بنفي صفة النبوة عنه، وتارة أخرى باتهامه بالنقل عن الكتب السماوية السابقة، ثم بعد فشلهم في إثبات التهمتين قاموا باتهامه بالإرهاب واضطهاد الآخر.. وها هي بضاعتهم الفاسدة يتداولها سفهاؤنا!

العقيدة لا تقبل القسمة!
وبكل صراحة يجب أن يفهم الناس جميعا أن الاختلاف سنة كونية خلقها الله سبحانه وتعالى لأنه لو شاء لجعلنا جميعا ملة واحدة، ولكنه جعلنا نختلف ولذلك خلقنا تصديقا لقوله تعالى في سورة يونس (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) صدق الله العظيم.

إذن الاختلاف في العقيدة إرادة ومشيئة إلهية لا يدركها هؤلاء الغافلون الذين لا يدركون أن لكل منا عقيدته التي يؤمن بها ويكفر بغيرها.. ما العيب في ذلك، أنت تؤمن بالمسيحية مثلا ولا تؤمن بالإسلام، بينما غيرك يؤمن بالإسلام ولا يؤمن بالعقيدة المسيحية.. لا ضير في ذلك ما دام الله جل وعلا أراد ذلك.. لكن علينا فقط أن نتعايش جميعا في مودة وسلام وأن نتخلق الناس بخلق حسن، فلا ضير من وجود عقائد مختلفة تحترم في مجتمع واحد يطبق المواطنة على الجميع بدون أدنى تمييز في الأمور القانونية والإنسانية.

النظام ليس بكافر
نسى هؤلاء المتهافتون المهاجمون للعقيدة الإسلامية وللنصوص المقدسة التي يجهلون تأويلها، أن النظام الذين يحاولون التقرب منه وركوب موجة محاربة الإرهاب وربطها بمحاربة الدين ذاته، أن النظام في مصر لا يقر الكفر ولا يحابى الإلحاد، فحتى جمال عبد الناصر الذي اصطدم مبكرا بالتيار الإسلامى كان عضوا بجماعة الإخوان وانشق عنها، ثم اعتقل الطليعة الشيوعية التي كانت تعارضه على استحياء في الستينات.. جمال نفسه كان أول من أسس إذاعة للقرآن الكريم في الوطن العربي تبث كتاب الله على مدار اليوم.. ثم جاء بعده السادات الذي لقب نفسه أو لقبه منافقون قدامى بالرئيس المؤمن، ثم تحالف لفترة ليست قصيرة مع الإسلام السياسي ضد اليسار المصري!

نكتة مبارك عن صدام!
أما حسني مبارك فلا أنسى له مطلقا العبارة المضحكة التي قالها يوما عن صدام حسين أثناء حرب الخليج، إذ قال ذات مرة عن صدام: (ياما قلت له سيبك من العلمانية دى اللى حتوديك في داهية!).. حسنى مبارك اعتبر نفسه ونظامه إسلاميا ومتدينا أمام نظام صدام الذي وصفه يوما بالعلمانية... كده مرة واحدة علماني على أساس أن مبارك مثلا كان شيخ طريقة!

العبارة على طرافتها، تكشف أن رؤساء الأنظمة في مصر على مدار تاريخها الحديث منذ يوليو 1952 يعتبرون أنفسهم ومن تبعهم إسلاميين معتدلين أو حتى متدينين مؤمنين مثل السادات.. كل ذلك يكشف أن الدين حاضر بقوة في مصر سواء كان رسميا في الدولة أو شعبيا بين الغالبية العظمى من المصريين أو حتى سياسيا شدا وجذبا واستغلالا ومتاجرة سلبية بين فئة متهافتة كارهة له أو فئة الإسلام السياسي التي تتربص دوما حتى تفد من أي عبث بالدين لصالحها تصديقا وترويجا لمشروعها السياسي الذي توقف وتسعى لإحيائه عن بعد، حتى وإن كان عن طريق البلهاء الجدد الذين يضرون النظام أكثر مما ينفعونه.

fotuheng@gmail.com
ثمة قناعات راسخة عند المتدينين عامة من كل دين أومله، أن الله حق وأن من يدعوا بدعوة الله أو يؤمن بها، لا يمكن أبدا أن يقرنها بسفك للدماء أوإزهاق للأرواح، لذا كانت هناك عند البعض دوما يقينا أن من يحاربون الدين ويسقطون عليه أية جرائم يرتكبها أفاقون وأفاكون قتله مجرمون، لا يؤمنون بأية دين.. ولا يكيدون فقط لدين ما، بل للدين عامة في أي صورة وتحت أي مسمى.. تتساوى عندهم كراهية الإسلام مع مقت المسيحية والعداء لأى رسالة سماوية من لدن آدم عليه السلام مرورا بموسى وعيسى وخاتما بمحمد عليهم جميعا الصلاة والسلام.

لذا تحار الكلمات في وصف تلك القلة المتهافتة التي استغلت حادث الكنيستين أسوأ استغلال، لأنهم إنطلقوا يسفهون من الدين وقيم التدين ذاتها، بل بلغ بالبعض منهم الإجرام بأن طالبوا بحذف آيات مقدسة من القرآن الكريم بحجة أنها تدعوا للقتل والإرهاب.. لم يعمل أحدا منهم عقله المتوقف عن التفكير من زمن، في فهم أسباب التزيل والظروف التاريخية بأيات الجهاد التي نصت صراحة على مقاتلة وليس(قتل) من يقاتلون المسلمين ويفتونهم عن دينهم أويخرجونهم من أرضهم.. ناهيك عن قرائتهم لقشور من تأويلات بلهاء كتبها مستشرقون عن الإسلام كان كل هدفهم منها الطعن في الرسالة وصاحبها.. تارة بنفى صفة النبوة عنه، وتارة أخرى باتهامه بالنقل عن الكتب السماوية السابقة، ثم بعد فشلهم في إثبات التهمتين قاموا باتهامه بالإرهاب واضطهاد الآخر.. وها هي بضاعتهم الفاسدة يتداولها سفهائنا!

العقيدة لا تقبل القسمة!
وبكل صراحة يجب أن يفهم الناس جميعا أن الإختلاف سنة كونية خلقها الله سبحانه وتعالى لأنه لو شاء لجعلنا جميعا ملة واحدة، ولكنه جعلنا نختلف ولذلك خلقنا تصديقا لقوله تعالى في سورة يونس (ولوشاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) صدق الله العظيم

إذن الإختلاف في العقيدة إرادة ومشيئة إلهية لا يدركها هؤلاء الغافلون الذين لا يدركون أن لكل منا عقيدته التي يؤمن بها ويكفر بغيرها.. ما العيب في ذلك، أنت تؤمن بالمسيحية مثلا ولا تؤمن بالإسلام، بينما غيرك يؤمن بالإسلام ولا يؤمن بالعقيدة المسيحة.. لا ضير في ذلك مادام الله جل وعلى أراد ذلك.. لكن علينا فقط أن نتعايش جميعا في مودة وسلام وأن نخالق الناس بخلق حسن، فلا ضير من وجود عقائد مختلفه تحترم في مجتمع واحد يطبق المواطنة على الجميع بدون أدنى تمييز في الأمور القانونية والإنسانية.

النظام ليس بكافر
نسى هؤلاء المتهافتون المهاجمون للعقيدة الإسلامية وللنصوص المقدسة التي يجهلون تأويلها، أن النظام الذين يحاولون التقرب منه وركوب موجة محاربة الإرهاب وربطها بمحاربة الدين ذاته، أن النظام في مصر لا يقر الكفر ولا يحابى الإلحاد، فحتى جمال عبد الناصر الذي اصطدم مبكرا بالتيار الإسلامى كان عضوا بجماعة الإخوان وانشق عنها، ثم اعتقل الطليعة الشيوعيه التي كانت تعارضه على إستحياء في الستينات.. جمال نفسه كان أول من أسس إذاعة للقرآن الكريم في الوطن العربى تبث كتاب الله على مدار اليوم.. ثم جاء بعده السادات الذي لقب نفسه أو لقبه منافقون قدامى بالرئيس المؤمن، ثم تحالف لفترة ليست قصيرة مع الإسلام السياسي ضد اليسار المصرى !

نكتة مبارك عن صدام !
أما حسنى مبارك فلا أنسى له مطلقا العبارة المضحكة التي قالها يوما عن صدام حسين أثناء حرب الخليج، إذ قال ذات مرة عن صدام: (ياما قلت له سيبك من العلمانية دى ال حتوديك في داهية!).. حسنى بمارك إعتبر نفسه ونظامه إسلاميا ومتدينا أمام نظام صدام الذي وصفه يوما بالعلمانية... كده مرة واحدة علمانى على أساس أن مبارك مثلا كان شيخ طريقه!

العبارة على طرافتها، تكشف أن رؤساء الأنظمه في مصر على مدار تاريخها الحديث منذ يوليو1952 يعتبرون أنفسهم ومن تبعهم إسلاميين معتدلين أوحتى متدينين مؤمنين مثل السادات.. كل ذلك يكشف أن الدين حاضر بقوة في مصر سواء كان رسميا في الدوله أوشعبيا بين الغالبية العظمى من المصريين أوحتى سياسيا شدا وجذبا واستغلالا ومتاجرة سلبية بين فئه متهافتة كارهة له أو فئة الإسلام السياسي التي تتربص دوما حتى تفد من أي عبث بالدين لصالحها تصديقا وترويجا لمشروعها السياسي الذي توقف وتسعى لإحياءه عن بعد، حتى وإن كان عن طريق البلهاء الجدد الذين يضرون النظام أكثر مما ينفعونه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف