محمد جبريل
الضعف العربي هو المشكلة !
لكل فعل سلبي نتائجه الايجابية. المهم ان نحسن استخلاص تلك النتائج. ونحاول الإفادة منها. وإذا كانت جريمتا الارهاب في الكنيستين بطنطا والإسكندرية قد أثرتا بالسلب علي الوجدان المصري. فإنهما مثلتا دعوة للتنبه إلي المخططات الاستعمارية والتآمرية. وبعضها - للأسف - ومن صنع المحسوبين علي الوطن العربي. لم تفلح التحريضات في صنع الفتنة بين المصريين. فلجأت إلي الفعل الإرهابي الذي يفجر القنابل والأحزمة الناسفة. فيحدث رد الفعل الانتقامي. وتشتعل نيران الفتنة.
ذلك هو المخطط الاستعماري لتمزيق الوطن العربي. تحويله إلي دويلات. تشغلها الصراعات العرقية والمذهبية.
لماذا علت الدعوات - في العقود الأخيرة تحديداً - بالكيانات الكردية والأمازيغية والشيعية إلخ؟ هل هي نتيجة لإنكار القومية العربية التي جمعت بين العرب بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم الدينية والمذهبية والسياسية؟
كانت القومية إجماع الشعب العربي. مثلت تحدياً لقوي الاستعمار. وللقوي الإقليمية الطامعة. لذلك كانت شراسة الحرب ضدها. حتي شحبت الفكرة برحيل جمال عبدالناصر. صار من المألوف ان يجد رأي في المعني الذي يضم الشعب العربي ما يرفضه. بل صار من المألوف أن يكتم القوميون فكرتهم داخل الصدور. تقية. أو يأساً!
لم تكن فوضي كوندليزا رايس الهدامة أولي ولا آخر المؤامرات التي تستهدف تحويل الوطن العربي إلي قطع شطرنج. يسهل تحريكها. بحيث تظل الأولوية للكيان الصهيوني. هو الأقوي. والأكثر تقدماً.
المشهد العربي الآن حافل بدعوات الانفصال والتجزئة والتفتت. ما لم يكن في تصور خصوم الفكرة القومية عندما بدءوا في نسج مؤامراتهم. هل كان من المتصور أن يعلن البرزاني استفتاءه عقب هزيمة الإرهاب في العراق. لتصبح كردستان دولة مستقلة؟ وهل كان من المتصور ان يعلن سياسي جزائري. أمازيغي. في نهايات حياته. تيقنه من أنه سيري - قبل موته - ولادة جمهورية القبائل؟! وهل كان ذلك كذلك لو أن إرهابيا خرج علي سماحة هذا الوطن. وجعل من جسده قنبلة تقتل المصلين في بيت للعبادة؟!
الضعف العربي هو المشكلة التي أفرزت هذه الدعوات المدمرة. لو أن العرب فطنوا إلي ما يحاك ضدهم من مؤامرات. فنبذوا الخلافات والمنطق القبلي. وحرصوا علي قواهم. ودعموها بما يزخر به الوطن العربي من ثروات بشرية وطبيعية واقتصادية. فسيصبح من الماضي. ما طرأ علي حياتنا من تأثيرات الفوضي الهدامة.