غريب أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.. فهو رجل متناقض كل التناقض.. يقول شيئا ويفعل غيره.. وان شئت فقل انه ميكافيللي بامتياز.. الغاية عنده تبرر الوسيلة.. فهو رجل اسلامي وعلماني في وقت واحد.. يتزعم الاتحاد العالمي للإخوان المسلمين ويستضيف بقايا اخوان مصر ويطمع في ان يكون خليفة للمسلمين وفي الوقت نفسه يرفع صورة مصطفي كمال اتاتورك رائد العلمانية والدولة القومية التركية.. يسعي أردوغان بكل قوة للانضمام إلي الاتحاد الأوروبي وحينما ترفض دول الاتحاد زيارات وزرائه للترويج لتعديلاته الدستورية. يصف الاتحاد الأوروبي بانه تحالف صليبي ويعلن أردوغان وصياته ومسئوليته عن المسلمين في العالم وجمع قائلا بصوته الجهوري انه المسئول الأول عن 2 مليار مسلم وليس عن 80 مليون تركي وفي الوقت نفسه يقتل المسلمين في سوريا والعراق ويدمر دولتين من أهم الدول العربية والاسلامية سمح أردوغان لأكثر من 100 ألف ارهابي بدخول سوريا عبر الحدود المشتركة بين البلدين وهيأ لهم كل الظروف لدعم هؤلاء الإرهابيين وأعمالهم التخريبية والتدمير في الدولة السورية حتي وصف الرئيس السوري بشار الأسد أردوغان بأنه مجرم وأنا هنا لا ادافع عن بشار ولا أقر سياساته انما أدافع عن سوريا الدولة والشعب والأرض ولنفرض جدلا أن بشار ديكتاتور فهل يبرر ذلك تدمير وطن بأكمله.. هل يجوز في الإسلام ان ندمر وطنا بأكمله لأن الحاكم ديكتاتور؟ نريد ان نعرف كيف يفهم أردوغان الاسلام وبالمثل تعامل أردوغان مع العراق فدفع قواته إلي بعشيقة العراقية دون مراعاة لحسن الجوار ومبادئ الاسلام حتي ايران الشيعية التي بلغ حجم تجارتها مع تركيا عشرات المليارات من الدولارات لم تسلم من لسان أردوغان فقد وصفها بالطائفية والمذهبية مما ارغم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلي القول ان تركيا دولة ناكرة الجميل معيدا الي الاذهان مواقف ايران الي جانب نظام اتاتورك ابان محاولة الانقلاب الأخيرة.
والأمر الأغرب حقا ان أردوغان "الاسلامي" هو الصديق المخلص والحليف الوفي للولايات المتحدة وإسرائيل وهما من ألد أعداء المسلمين.
ان الرئيس أردوغان يقود دولة مهمة تحتل موقعا استراتيجيا في قارتي آسيا وأوروبا وكانت يوما امبراطورية عظمي حكمت العالم العربي لمدة خمسة قرون تقريبا ولاشك ان أردوغان حقق نجاحات اقتصادية كبيرة للدولة التركية وهي نجاحات تحظي بتقدير كل مسلم لكن كل ما نطالب له هذا الزعيم ان يكون واقعيا في سياسته مع جيرانه وكل الدول العربية بالحفاظ علي كيانها ووحدتها وسيادتها وألا يستغل الاسلام ويتخذه ستارا وعطاء لتحقيق طموحاته.. باختصار نحن نطالب أرودغان بألا يكون انتهازيا.