صلاح عطية
لا وقت للمعارك الصغيرة .. بل معركتنا الكبري
منذ القرن الماضي. لم تتوقف مصر. عن مقاومة الإرهاب ومحاربته.. ولم تتوقف أيضاً عن كشف رعاة الإرهاب من دول وأفراد.. ومواجهتهم.. كما لم تتوقف كذلك عن تحذير العالم من أن الإرهاب سيطول الجميع.
والآن والإرهاب يتمدد.. ويتمدد.. ليهدد الجميع.. ورعاة الإرهاب يواصلون رعايته ودعمه.. ونقل الإرهاب.. من موقع إلي موقع.. بل واستخدام سفنهم وطائراتهم في نقل الإرهابيين من موطن إلي آخر. وتزويدهم بالمال. وأحدث المعدات والأسلحة.. هل سيظل العالم صامتاً.. وهو يرصد هذا كله؟!!
لابد كما قال الرئيس السيسي. من معاقبة هذه الدول المارقة.. المعروفة للجميع. التي تنفق الأموال في كل اتجاه دعما للإرهاب.. بل وصلت البجاحة بأحدهم أن يعارض في مؤتمر القمة العربية وصف الجماعات الإرهابية بأنها إرهابية.. بدعوي أنها تيار سياسي.. مثل هذا القزم.. وإن طال جسمه.. أكد التهمة عليه.. وهو يدعو إلي ما دعا إليه.. فهل يُترَك هو وغيره هكذا. ينخر في الجسد العربي؟!.. ماذا سيفعل العالم أكثر من بيانات الشجب والإدانة؟!!
لابد من أن يتولي المجتمع الدولي عقاب الدول المارقة التي تحتضن الإرهاب. وقادته. وتمول عملياتهم وتزودهم بالمال والسلاح.. الإرهاب يطول الجميع. فلابد من حرب شاملة في كل مكان.. لا ندع فرصة لمارق.. ولا لدولة مارقة.. لكي تمارس جرائمها علنا.. والعالم يغمض عينيه عما تسجله أقماره. وأجهزة استخباراته!!
إن مصر بخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد أحداث كنيستي طنطا والإسكندرية. تبدأ مرحلة جديدة وحاسمة في حربها ضد الإرهاب.. هي مرحلة اللاعودة. واللاهدنة. واللاتوقف عن اجتثاث الإرهاب وجماعاته. وأنصاره. ورُعاته. وداعميه من جذورهم.. وهي ليست معركة سهلة.. بل هي حرب أقسي من كل حرب.. مع عدو يتوجه إلينا بكل الخسة والغدر ليدمر الوطن ويدمر اقتصاده ويغرق أهله ويشتت جمعهم.. وهذا ما لن يحدث بإذن الله.. إذا ما توحدنا.. ووقفنا صفاً واحداً في وجه الإرهاب ورُعاته. وداعميه.. فشعبنا أقوي وأوعي من أن يفرض الإرهاب عليه الانكسار والانقسام والتمزق.. وشعبنا الذي خرجت عشرات الملايين منه في 26 يوليو ..2013 يعلن تفويضه في محاربة الإرهاب للفريق عبدالفتاح السيسي قبل أن يصبح رئيساً لمصر يتولي أمورها هذا الشعب. الآن في هذه المرحلة المصيرية. في المواجهة الحاسمة مع هذا العدو الغادر والخسيس. الذي لا يعرف وطناً ولا ديناً. سوف يقف كله خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يقود الوطن للخلاص من هذا السرطان. وسوف يكون علي قدر مستوي التحديات في مواجهة هذه الحرب التي لم تتوقف منذ القرن الماضي. ويزداد الإرهاب فيها سعاراً. كلما حققنا نجاحاً في مقاومته.. ولن يخذلنا الله أبداً.. مادمنا علي حق.. ولن تجتمع إرادة هذه الأمة علي باطل.. ونحن الآن جميعاً مجمعون علي مقاومة الشرذمة الباغية المارقة.. ولابد أن يكون كل جهدنا موحداً وموجهاً إلي هذه المعركة.. وأن نكون علي مستوي المعركة. وراء جيشنا وشرطتنا.. بكل قوانا.. وبكل حشودنا.. ولابد أن نبدأ صفحة جديدة.. نطوي فيها تلك المعارك الوهمية. التي حاول البعض شغلنا بها.. وفي مقدمتها المعركة مع قُضاة مصر.. والمعركة حول "تيران وصنافير" بين أحكام القضاء ودُعاة عدم الانتظار. ومناقشتها في مجلس النواب.. قبل أن تصدر الكلمة النهائية من القضاء.. إلي آخر المعارك التي طالت في فترات سابقة المحامين.. والصحفيين.. وغيرهم.
المعركة صعبة ومتشعبة.. ولكن الحشد مطلوب. ونحن قادرون عليه.. وشعبنا الذي صبر وتحمل قسوة ظروف الاقتصاد التي يعيشها وهو يتألم.. قادر علي مزيد من الصبر حتي نخرج من هذه المحنة.. وقادر علي المشاركة بكل قوته في المواجهة حتي يتحقق النصر لهذا الوطن.. ولكنه في نفس الوقت يتطلع إلي أداء أفضل.. ومواجهة أخري في الشارع المصري بالقانون.. لكل تاجر جشع.. أو مستورد لا يبحث إلا عن مصلحته.. ولا يرعي الله في إخوته في هذا الوطن.. ولكل من يحارب هذا الشعب في قوته.. وحياته ومستقبله.. ويشارك دعاة الهدم جهدهم المحموم لإيقاف عجلة الحياة علي أرض الوطن.. إنها معركة بقاء.. وبإذن الله سننتصر فيها.
ظلم بيِّن
* كلمة أخيرة: كنت أريد أن أتحدث عن إغفال تمثيل "الجمهورية" في المجالس الأخيرة.. وخاصة الهيئة الوطنية للصحافة.. في الوقت الذي مثلت صحف أخري بثلاثة وبأربعة أعضاء.. ولكني أكتفي بما سبقني إليه زملاء أعزاء.. وبكلمات قليلة أقول فيها: إن هذا "ظلم بيِّن" ظلم بيِّن لهذه الجريدة. وتاريخها العريق. وللعمالقة الذين اخرجتهم علي مدي تاريخها. وشغلوا مواقعهم في صحف مصرية عديدة.. وأسهموا في تطوير صحافة الوطن العربي.. وهو ظلم لا يرضاه الرئيس السيسي.. ونثق أنه سيصححه في أقرب فرصة".