الوفد
علاء عريبى
رؤى .. ماذا لو رفض شيخ الأزهر؟
كنت أتبادل الحديث مع أحد الأصدقاء حول حملة الهجوم الشرسة من قبل توابع النظام على فضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقلت له سوف أطرح عليك سؤال فكر فيه جيد: ماذا لو كان الشيخ قد رفض مساندة السيسى وأغلبية الشعب المصرى فى عزل الرئيس محمد مرسى؟، ماذا لو كان الشيخ أحمد الطيب قد أخذ بإجماع الفقهاء فى مسألة عدم الخروج على الحاكم المسلم لتجنب الفتنة بين المسلمين؟، ماذا لو أنه خرج يومها فى الفضائيات وقرأ على المصريين أقوال الأئمة الأربعة؟، ماذا لو فعل مثل الشيخ العباسى شيخ الأزهر ومفتى الديار المصرية أيام الثورة العرابية، رفض الخروج على الخديوى توفيق وتكفيره، واعتزل أيامها ما اسماه بالفتنة وتمسك بموقفه وتم عزله من منصب المشيخة.
وقلت للصديق قبل أن تتسرع فى الإجابة، أكرر عليك بعض ما قاله الفقهاء فى هذه المسألة، وهى ليست من نتاج الشيخ ولا رجال الأزهر: قال ابن عابدين الحنفى (ت١٢٥٢هـ) فى حاشيته: الإمام يصير إماما بالمبايعة أو بالاستخلاف ممن قبله. وكذا بالتغلب والقهر كما فى شرح المقاصد.
ابن أبى زيد القيروانى المالكى (ت٣٨٦هـ): فى مقدمته: السمع والطاعة لأئمة المسلمين، وكل من ولى من أمر المسلمين عن رضا أو عن غلبة، فاشتدت وطـأته من بر أو فاجر، فلا يخرج عليه جار أم عدل».
الإمام أحمد بن حنبل (ت: ٢٤١هـ) فى رسالته «أصول السنة»: ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين، وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأيِ وجه كان بالرضا أو بالغلبة؛ فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله.
ابن تيمية(661 728هـ)، فى منهاج السنة، قال: كان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال فى الفتنة، عبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيب، وعلى بن الحسين، وغيرهم كانوا ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد، والحسن البصرى، ومجاهد وغيرهما نهوا عن الخروج فى فتنة ابن الأشعث، ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال فى الفتنة، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل فى الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين»
وقلت للصديق: عليك أن تضع فى الاعتبار أن هذه مجرد أراء لكنها لفقهاء، وعن نفسى أرى أنها تتعلق بفترة نشوب القتال بين حاكم وبين طالب للحكم، وهى غير ملزمة للمواطنين، فلا اثم على المشارك فى القتال أو الصراع، وقلت للصديق: يجب أن تنتبه إلى أنهم قد اجمعوا على مبايعة من يتغلب فى المعركة، حتى لو كان ظالما تجنبا للفتنة، قال الإمام الشافعى (ت204ه) فى (المناقب للبيهقى): «كل من غلب على الخلافة بالسيف يسمى خليفة ويجمع الناس عليه فهو خليفة».
وأنهيت المكالمة مع الصديق بقولى: ما تأثير موقف شيخ الأزهر هذا على حركة السيسى؟، وتأثيرها فى الجماهير الثائرة؟، وما هو رد فعلها فى الرأى العام العالمى؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف