الوفد
طارق يوسف
هموم وطن .. مشروع البتلو والرهان الخاسر
ما زالت الحكومة تعانى من شبح الاندفاع غير المدروس إلى مشروعات ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيها السرقة والرشاوى والإتاوات، بعد مرور 35 عاماً ما زالت الحكومة تنفخ فى نفس القربة المخرومة وما زالت لديها أمل فى أن تفرغ محتويات الترعة البسيطة التى تملكها فى البحر الهائج والمتلاطم الأمواج وما زال المستثمرون يتهموننا بالسفه وبجيبها المثقوب الذى تتناثر محتوياته يميناً ويساراً دون أن يحقق أية فائدة.
200 مليون جنيه ضختها الحكومة فى بنوك التنمية والائتمان الزراعى هذا الأسبوع تحت مسمى دعم مشروع البتلو بفائدة 7٪ توزع على صغار المزارعين لتنضم هذه الدفعة إلى الدفعات السابقة من الملايين التى أهدرت على الحكومة بسبب سوء الخطيط والمتابعة وترك الأمور لغير المتخصصين وغير الأمناء لنجد طبقة محظوظة تستفيد بهذه الملايين ليس من بينها أى شىء يخص مشروع البتلو، فعلى سبيل المثال هذه القروض قليلة الفائدة استفاد بها منذ عدة سنوات تجار وصناع وسماسرة ليس فيهم مزارع أو فلاح، وكل ما فعلوه هو استئجار عدد من رؤوس الماشية بإحدى الزرائب لإجراء المعاينة فى حضور لجنة من الزراعة وبنك التنمية والائتمان الزراعى والمحليات، وتمت مئات المعاينات فى نفس المكان على نفس الرؤوس واللجنة تسدد خانات وكل ما يهمها هو تستيف الأوراق وتظبيط المعاينات، ولم تتابع الحكومة أين ذهبت أموالها ولم تحصد أية فائدة من إحياء مشروع البتلو كما تريد الآن فعل نفس الموضوع وبنفس الطريقة.
الحكومة تذكرنى بنكتة تخص ثلاثة عمال أحدهم يقوم بعملية الحفر والثانى يقوم بعملية وضع المواسير فى باطن الأرض والثالث يقوم بردم التراب وذات يوم غاب العامل المختص بوضع المواسير فلم يتوقف العمل وظل العامل الأول يحفر الأرض والثالث يقوم بردمها، فالحكومة تطلق شرارة البدء وتدفع ملايينها والملايين تذهب إلى جيوب المحظوظين وفى النهاية عدد الرؤوس في تناقص وذبح الإناث يتم جهاراً نهاراً، ومن يستحقون الدعم فعلا لا يعلمون شيئاً عن مولد القروض حتى ينفض ويذهب كل حى إلى حاله.
... وللحديث بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف