أيمن ابراهيم
الإعلام الإرهابي.. وإرهاب الإعلام
وصلت الرسالة وفهم الجميع على طريقته متى يكون للإعلام دور في الإرهاب، ومتى يتعامل مع الأحداث على أنها مجرد خبر لا أكثر ولا أقل من سرد وتوضيح للتفاصيل دون زيادة أو نقصان. وكيف عن طريق الإعلام يتم التركيز على الدولة ككيان مؤسسي لا علاقة له بأشخاص يشغلون مناصب داخل هذا الكيان المؤسسي. ما حدث كان بمثابة الهزة للإعلام عقب أحداث الكنيستين في طنطا والإسكندرية، وتفوق ملحوظ للإعلام الرسمي على الإعلام الخاص، فالأول كثيرا ما كان يحافظ على الرسالة، على الدولة، على كلمة الإرهاب التى تتكرر في قاموسه اليومي في برامجه ونشراته وحواراته. أما الثاني أي الإعلام الخاص فقد غرق في البرامج الترفيهية التى نجومها هم نجوم السينما بالطبع في التقديم والظهور، وفجأة بعد تلقي الرسالة من أعلى مسؤول فيها، الرئيس، تحولت هذه القنوات فجأة أيضا لمسرح تنافس في الوطنية وحلقات مصورة عن مجهودات الدولة في محاربة الإرهاب، بل وسرد سلسلة مواضيع للحديث عن الجيش بكل فروعه ودوره في هذه المرحلة، كأنها في هذا التناول من جانبها تراه بطولة مع أنه واجب وطني قبل كل شىء، وكذلك النجاحات التى تحققها الشرطة في تصفية ومحاربة بؤر الإرهاب في جميع محافظات الجمهورية. والسؤال المنطقي لماذا الإعلام المعادي الإخواني الذي هو ضد الدولة لا يزال يجد له طريقا ومساحة للمشاهد بل والمواطن العادي؟ والإجابة ببساطة لأنه يجيد الحديث بلغة المنطق والعقل والحجة لا بلغة التطبيل التى ينفر منها المشاهد قبل حتى أن يسمعها. وهذه النقطة بالتحديد وبعيدا عن السياسة هي جوهر المهنية في الإعلام بكل فروعه المقروء والمسموع والمشاهد. لقد تعلمنا ولا نزال نتعلم أنه ليس هناك كبير في هذه المهنة على التعلم حتى ولو من الخصم، علينا أن نطرح الأسئلة الصعبة ما دام المنطق والحجة والعقل يحتاجون لذلك. علينا أن نطرح أسئلة الناس ورجل الشارع حتى يفهم ويعي الصغير قبل الكبير والشاب والمسن المشكلات والحلول والخيارات المطروحة والأهداف والمبررات من كل خطوة تسير فيها الحكومة ويسير فيها كل مسؤول في هذا البلد. فلا تجوروا على المهنية في الإعلام وإلا أصبح خصما للدولة بعد أن بات خصما للناس يعاني من ضعف المنطقية.