شوقى حامد
عقلانيات .. لهفي علي الزمالك
تمر جماهير الزمالك بفترة كئيبة بئيسة لم تمر بها منذ حقب زمنية طويلة ربما زادت علي الخمسين عاما وتعاني تلك الجماهير الصامدة الصابرة من كبوات متتالية تتمثل في هزائم متتابعة حاقت بفريقها الأول ولأربع مرات بدأت بالخسارة أمام المقاصة ثم سموحة فالشرقية فإنبي.. ووقعت هذه الهزائم بقيادة فنية لثلاثة مديرين فنيين هم محمد حلمي ومحمد صلاح والبرتغالي ايناسيو.. وليست الخسائر هي التي تشغل بال وتهز حال الجماهير الرياضية في كل ارجاء المحروسة من عشاق الأبيض وإنما المستويات الضحلة والخطوط المفككة والثغرات المفتوحة والتعاون المفقود والنجومية الضائعة لمعظم لاعبي الفريق.. ولعل لسان حال الجماهير يقول وماذا بعد؟!
الفريق في أسوأ حالاته كأفراد وكمجموعة ولو بدأنا بتقييم مستوي هذه العناصر لما استطعنا استثناء واحد بعينه من الحالة المتواضعة التي تصادف الأبيض.. جنش الذي تأق نجمه وسطع بريقه وفرض نفسه بقوة علي القائمة الدولية علي حساب زميله الموهوب الشناوي بدا وكأنه حارس مبتديء لا يصلح لأن يحرس مرمي مدرسة ثانوية.. ورباعي الدفاع الذي يحمل بعضهم الشارة الدولية في حالة شرود وتوهان وتفسخ تجعلهم لا يتمكنون من تطهير المنطقة الخطرة فلا يجد المهاجمون المنافسون عنتا في النفاذ من خلال الفجوات البينية وهز الشباك البيضاء.. الغريب ان علي جبر وإسلام وحسني وتوفيق ومن قبلهم أسامة قبل اصابته في حالة بدنية طيبة غير ان هذه الحالة لا تشفع لهم لتعويض التواضع الفني فيتفوق المنافسون عليهم بسهولة ثم نأتي إلي لاعبي خط الوسط.. ليست هذه النجوم الشهيرة التي كان أقل واحد فيها قادرا علي ترجيح كفة فريق أمثال طارق حامد ومعروف يوسف وأيمن حفني وشيكابالا.. جميعهم بلا روح ولا قلب ولا فكر.. انفاسهم لاهثة ووجوههم عابسة وتمريراتهم مقطوعة.. وتعاونهم مفقود وتفاهمهم غير موجود وهذا الرباعي يضاعف الحيرة بين الجماهير.. فكم طالبت الجماهير بعودة كل من أيمن حفني وشيكابالا للقائمة الدولية وصبت جام غضبها علي الأرجنتيني كوبر وبهتته بأنه فاقد البصر ضعيف البصيرة غير انه ومعه اسامة نبيه ابن الزمالك البار أثبتا ان نظرهم هو الاثقب ورؤيتهم هي الأعمق.. ويأتي دور المهاجمين فيظهر باسم مرسي في أحط مستوياته يرتكب اخطاء فادحة مع كل مشاركة مع المدافعين المنافسين ويهدر فرصا بالجملة لا يهدرها مهاجم ناشيء ومعه وربما اسوأ حسام بالو الذي حارب الزمالك من أجل ضمه من سموحة ومعهما بل وتحتهما بكثير ستانلي الذي فقد كل مميزاته والتي يطالب دجله - ناديه الاصلي - بأكثر من عشرين مليون جنيه للتنازل عنه.. البدلاء ليسوا أفضل حالا من الاساسيين وبينهم الموهوب محمد ابراهيم ومعه محمود حمدي الونش وناصف وفتوح ودونجا ومصطفي فتحي وأحمد رفعت واحمد جعفر.. وإذا كان اللاعبون يمرون بحالة عدم التوازن الفني والنفسي.. فإن المدربين يعانون من اضطراب فكري وتشتت ذهني بما فيهم ايناسيو البرتغالي.. فهو لم يبد علي جانب من الحصانة والكياسة ورفض ان يضم محمد صلاح الذي من الممكن أن يفيده في تقييم اللاعبين والوقوف علي كل مقدراتهم ومقوماتهم المهارية وتحمل مسرعا المسئولية بعد مباراة وحيدة شاهدها للفريق أمام الشرقية فخانه التوفيق وواجه هزيمة مرة أمام انبي.. بهذه الحالة المتواضعة قد يفقد الزمالك فرصته في المشاركة ببطولتي افريقيا في الموسم القادم إلا إذا فاز بلقب الدوري الافريقي الحالي وهو طموح لا يتوافق مع حالته الواقعية.. فضلا عن القضاء تماما علي آماله في المنافسة علي اللقب والدرع المحليين.. ولا شك ان العقلاء من المنتمين لكل الأندية الأخري ليسوا سعداء بكبوة الأبيض.. لأن كبوته تلقي بظلالها الكئيبة وعتمتها المقيتة علي الأجواء التنافسية وتقلل من تواجد الاثارة والندية والمتعة وهي العوامل التي تنشدها الجماهير قبل المتخصصين.. كل الأمنيات الطيبة للأبيض بقرب العودة لأن الابتعاد والاطالة تقتل الجماهير نفسيا ومعنويا.