الأهرام
د. ابراهيم البهى
بوضوح .. هل فى حياتك هذا الإنسان؟
هل فى حياتك إنسان مهما ابتعدت عنه ثم التقيت به شعرت وكأنك كنت معه بالأمس؟ يمكنك أن تتحدث معه بمنتهى التلقائية والوضوح دون حرج او خوف أو قلق، لا تستطيع أن تخفى عليه شيئا فى حياتك، تتحدث معه وكأنك تفكر مع نفسك، وتحب أن تخلع أمامه كل الأقنعة، وأن تتجرد أمامه من كل الألقاب والصفات وتصر على أن تسمع منه اسمك فقط مهما اعتليت من المناصب.

هل فى حياتك إنسان لا تستطيع إلا أن تسامحه مهما بلغت إساءاته فى حقك؟ يتذكر كل ما كان بينكما من مواقف وما كان يدور من حوارات حتى وإن مر عليها عقود طويلة من السنوات، تجد نفسك تذكر كل شيء كان بينكما مثله تماما، يأتى إليك طالبا العفو والسماح حتى وإن كنت أنت الأكثر إساءة، تمضى الساعات إلى جواره وكأنها دقائق معدودة، ولو سرت معه على قدميك عدة كيلومترات لا تشعر بالكلل أو الملل، تشعر بأن ما بينك وبينه أكبر وأقوى من حدود الزمان والمكان، تؤمن بأن ما عشته بدونه من مشاعر زائفة كان كماء البحر مازادك إلا ظمأ، وأنه بالنسبة لك كالماء والهواء والدواء، تشكو له آلامك وتتحدث معه عن آمالك، ومعه تتحول الآلام إلى آمال، يفجر فيك كل الطاقات والإبداعات، وتجد معه الأفكار تتدفق فى ذهنك بسلاسه وكأنها وحي، وبسببه تنهمر الكلمات من قلمك كقطرات المطر المتلاحقة، هل فى حياتك إنسان تود لو تقول له دون وعى أو تفكير أو تركيز ( يا أنا).

إن كان فى حياتك هذا الإنسان فهنيئاً لك به، وإن لم يكن فابحث عنه، ولايؤسفنى إلا أن أقول لك إنك لم تعش بعد، وابحث عن هذا الإنسان فى كل مكان حتى تجده ليكون هو أنت.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف