المساء
نبيل فكرى
الحرب علي الأزهر
الحرب الدائرة علي الأزهر هذه الأيام. من قلة لا تعلم ولا تدري. ليست في صالح مصر.. ليست في صالح مسلميها ولا مسيحييها. لأن الأزهر شاءوا أم أبوا. هو الضمانة الباقية لأمن وسلام واعتدال ووسطية وتسامح هذا الوطن. وما يردده الجهلة. إنما هو السبب الأكبر والرئيسي في الفتنة وفي الإرهاب.. هؤلاء الجهلة المدعون. الباحثون عن "دين جديد". منذ أن أطلوا علينا. أطل الخراب والإرهاب. والهم والغم.. منذ أن أصبح فريق منا يأخذون دينهم عن "ميزو" وبحيري وايناس الدغيدي. ويترقبون سما المصري.
هؤلاء الذين يدعون أن الأزهر من أسباب التطرف. لا أعلم من أين استقوا معلوماتهم. ولا من أين عرفوا ما عرفوا. وأساطين جماعة الإخوان علي سبيل المثال.. من لفظتهم مصر. وخرجت عليهم. جميعهم ـ تقريباً ـ ليسوا من الأزهر. فمرشدهم الأخير محمد بديع خريج طب بيطري. من جامعة القاهرة. والذي سبقه. مهدي عاكف خريج كلية الحقوق بجامعة عين شمس. ومحمد مرسي العياط. خريج كلية الهندسة بجامعة القاهرة. وخيرت الشاطر حاصل علي بكالوريوس الهندسة من جامعة الاسكندرية. وسعد الكتاتني خريج كلية العلوم. وكان استاذا بجامعة المنيا. ومحمود عزت ثانوية عامة. وليس من خريجي طب الأزهر. وعصام العريان. حاصل علي بكالوريوس الطب من جامعة القاهرة. وقبل أولئك وهؤلاء. لم يكن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان أزهرياً.. تعلم في التعليم الابتدائي. وتخرج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. وعلي دربه سار سيد قطب الذي التحق بمدرسة المعلمين في القاهرة. وبعدها انضم إلي دار العلوم. وهي ليست من كليات الأزهر. وعمل بوزارة المعارف.
الأزهر يا سادة. هو الأئمة المجددون المخلصون العارفون الواصلون. شمس الدين الألباني وسليم البشري ومحمد عبده ومحمد مصطفي المراغي ومصطفي عبدالرازق وابراهيم حمروش ومحمود شلتوت وعبدالحليم محمود وجاد الحق علي جاد الحق والدكتور الإمام أحمد الطيب.. شجرة مباركة بها خمسون غصناً للآن.. بداية من الإمام محمد الخراشي صاحب "الفوائد السنية". والمولود في البحيرة عام ألف وستمائة وواحد. وانتهاء بالإمام الدكتور أحمد الطيب. أطال الله في عمره وأبقاه لمصر وللأمة كلها.
الأزهر قارب علي الألف والخمسين سنة.. ألم تسألوا أنفسكم: لماذا الآن؟.. لماذا يحدث ما يحدث اليوم. وهل هي مؤامرة كونية علي مصر كما تدعون. وأياد خفية تصنعها. أم هي صنيعة الأزهر. هل هي مؤامرة أم مجرد درس في زاوية.. هل هي الدولارات التي يدفعونها لتجنيد الشباب كما تقولون أنتم أيضا أم أنها مسئولية الأزهر.. قولوا لنا أصل المؤامرة ولكن تذكروا. فلا تغيروا كل يوم. فإن كنت كذوباً كن ذكوراً.
كانت الدنيا بخير يوم كان الأزهر وحده من يتحدث في الدين. وساءت وباءت وتفجرت إرهاباً وتطرفاً. حين تركنا الحبل علي الغارب. وبات كل من "هب ودب" يتحدث في الدين. وفتحت القنوات الفضائية أبوابها أمام كل صاحب موضة جديدة. أو رأي شاذ وغريب أو خارج عن الأصول أو داع لرذيلة.
تخرجت في الأزهر. وطوال سنوات عمري. كان من أصدقائي.. اللواء سامي الشاروني مدرب منتخب السلة. وأحد أنقي وأنبل من عرفت. ورفيق الغربة والمهنة. صديق الكل. رجائي فتحي. وعم فوزي لبيب مصورنا الذي دخل ومازال يدخل كل بيت في القرية. وهاني جرجس. ونادر جرجس. وصديقي جوزيف ويليام مدرس الأولاد الذي ترك مدرسته منذ أيام ليحضر ابني المريض إلي البيت. ويطلب مني وأطلب منه. ما لا نطلبه من أشقائنا.. الأزهر من علمني ذلك.. الأزهر الذي لا يعرفه بعض الجهلة علي الشاشات. ولا أصحاب الأقلام الرخوة السائرة "علي الموضة".. الباحثون عن فرصة. ولو باعوا من أجلها دينهم.
** ما قبل الصباح
ـ الأزهر هو الجامع لهذا الوطن. اتركوه وشأنه.. فقط سدوا البلاعات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف