المساء
أحمد سليمان
إلا الأزهر.. يا غجر
كلمة "الغجر" في قاموس المعاني تعني فئة من الناس لهم تقاليدهم الخاصة ويوصفون بالتشدد والتسكع والتحلل من مواصفات المجتمع وقيمه.
هذا الوصف تحديداً ينطبق علي أولئك الموتورين الذين سنوا رماحهم. وبثوا سمومهم. واطلقوا حناجرهم للهجوم علي مؤسسة الأزهر الشريف وشيخها الجليل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. ومن هؤلاء الغجر إعلاميون وسياسيون ونشطاء ومثقفون وشباب جاهل. بالإضافة إلي كل من يبحث عن شهرة زائفة.. فهكذا دائماً يكون حظ العالم من الفاجر هو الإهانة وانعدام الأدب.
أصبحنا الآن في هوجة وموضة الهجوم علي الأزهر واتهامه بأنه السبب فيما نواجهه من إرهاب. ونسي هؤلاء أنه طوال تاريخ الأزهر الشريف الذي يمتد إلي ما يزيد علي الألف سنة كان يتم تدريس المناهج نفسها ولم يظهر إرهابي واحد من بين خريجيه. فالتدريس في الأزهر له أصوله و"منهاجه" وطريقته العلمية للمقارنة بين الفكر المتطرف وصحيح الدين. وبين الفكر المنحرف والفكر المعتدل الوسطي. وليس الترويج للفكر الشاذ. وعلي الرغم من ذلك قال فضيلة شيخ الأزهر بنفسه إنه تم البدء في تنقية مناهج الأزهر وكانت البداية بالتعليم الإعدادي. ونسي هؤلاء أن من بين الإرهابيين المنضمين لتنظيم داعش الإرهابي شباباً أجانب من جنسيات أوروبية وأمريكية وأفريقية لم يدرسوا في الأزهر. ونسوا أيضاً أن أول ما يجذب الإرهابي إلي هذا المسلك الذي يخالف الفطرة الإنسانية تلك المليارات التي تضخها دول. وتلك الفتيات والسيدات اللائي يهبن أنفسهن لنكاح الجهاد. والمساعدات المعلوماتية التي تقدمها أجهزة مخابرات دولية. والتسهيلات التي يحصلون عليها للمرور بين الدول بجوازات سفر مزورة لتنفيذ عمليات إرهابية.
تساءل أحد الإعلاميين الذي اشتهر بصوته العالي وجهله المطبق بالدين - مع الأسف - موجهاً كلامه إلي فضيلة شيخ الأزهر: "يا عم روح بقي إنت عملت إيه من ساعة ما قعدت علي الكرسي؟ سيبها لغيرك" وغير ذلك من كلام أقل ما يوصف به أنه الوقاحة والجهل بما فعله شيخ الأزهر طوال الأعوام السابقة. وانعدام الأدب في أسلوب التحدث إلي مقام شخصية تحظي باحترام العالم اجمع رؤساء وشعوباً.
إعلامي آخر حقق شهرته من الهجوم علي الأزهر الشريف وعلمائه يطالب شيوخ الأزهر بالتخلي عن القدسية التي احاطوا أنفسهم بها. ويعلن أن حملته علي الأزهر مستمرة حتي يحقق هدفه الذي لا نعرف هل هو إغلاق هذه المؤسسة أم إعدام كل علمائها أم ماذا بالضبط؟.
إعلامي ثالث كبير يطالب فضيلة شيخ الأزهر بالاستقالة.. ورابع قال عقب العمليتين الإرهابيتين الأخيرتين "إن الأزهر توفي اليوم"!!
ماذا يريد هؤلاء بالضبط؟.. هل يعي كل منهم خطورة ما يقول ويفعل ويطالب به؟ هل يعي كل منهم نتيجة ما يقولون علي الأمن القومي والمجتمعي والاقتصادي؟ وهل يعي كل هؤلاء دور الأزهر الحقيقي في تصحيح صورة الإسلام السلبية في الداخل والخارج التي شوهتها الجماعة الإرهابية وأصحاب الفتاوي المنحرفة؟
لا يهمنا اعتقادات هؤلاء الغجر. ولا تهمنا سوي مؤسسة الأزهر الشريف التي هي تاج فوق رؤوس العقلاء. والتي يجهل دورها أولئك الذين يشجعهم علي ما هم فيه صمت العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب وترفعه عن الانزلاق إلي هذا المنحدر حتي لا يكون الخاسر فيه الإسلام والمسلمين.. فالأزهر هو الحفيظ علي الأمة وتدينها وحماية أبنائها من الانحلال الأخلاقي والقيمي. وسيظل الأزهر في قلوب الغالبية العظمي من المصريين والعرب والمسلمين في شتي بقاع الأرض ولو كره الغجر والموتورون. لعنة الله عليهم أجمعين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف