جلال دويدار
الرجل المناسب في المكان المناسب
المسئول.. عندما يكون عالم وذو خبرة وقدرة علي الانجاز يصبح مثله مثل السلعة الطيبة التي لا يمكن ان تنافسها سلعة أخري في الجودة والرواج. وفقاً لهذه القاعدة الثابتة الواثقة في مقوماتها امام أي متغيرات أو هزات مؤقتة.. فإن هذا المسئول يظل محتفظاً بقيمته وبالدور الذي يمكن أن يقوم به في خدمة الصالح العام علي الوجه الأكمل من خلال ما يمتلكه من مؤهلات.
أحد هذه النماذج المصرية المدعومة بكل هذه الميزات إلي جانب الشفافية ودماثة الخلق تتجسد في الدكتور أحمد درويش. كان توليه قيادة العمل بالمنطقة الاقتصادية بقناة السويس اختياراً موفقاً من القيادة السياسية. إنني لا أنكر تحيزي لهذا المصري النموذج من واقع معرفتي به من خلال ما كان بيننا من تواصل بحكم عملي الصحفي.
هذا الأمرجعلني أكتب متحسراً عن عدم الاستفادة من علمه وإمكاناته التي برزت إبان شغله لمنصب وزير التنمية الإدارية فيما قبل الحكم الإخواني الغابر. إنه لا ينسي للدكتور أحمد درويش دوره وجهوده في عملية تحويل إدارة الدولة المصرية إلي العصر الإلكتروني للقضاء علي البيروقراطية والفساد وفتح الطريق أمام انضمامها إلي عالم التعامل المتقدم في إدارة شئون هذه الدولة.
جذب اهتمامي.. الحوار الذي اجراه مع برنامج »مال وأعمال» علي قناة »سي بي سي» حول ما يجري متعلقا بشئون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. اثارني ما تناوله حول أهمية تنسيق العمل بين الأجهزة المختلفة ذات الصلة لتنظيم وتعظيم نشاط قناة السويس وميناءي شرق بورسعيد ودمياط. حرص كعادته علي الاستعانة بالارقام.. للمقارنة وشرح وتوضيح ما يحيط بقضايا اجتذاب الشركات الملاحية لاستخدام ميناء بورسعيد وقناة السويس
أكد علي أن أي نجاح مرهون بالتوافق والتنسيق بين الأجهزة التي يتصل عملها ونشاطها بهذا النشاط. وهو ما يعني التخلي عن معاملات الجزر المنعزلة. اشار إلي أن هذا تم ويتم بين الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة النقل وهيئة القناة. تجسد هذا السلوك الاحترافي فيما يتعلق بتحديد رسوم الخدمات البحرية بما يضمن توافر عناصر المنافسة مع ما تقدمه الدول الاخري المحيطة.
تحدث الدكتور درويش عما يثار حول مشروع طريق الحرير الذي تتبني الصين احياءه لتنشيط تجارتها وحركة التجارة العالمية. قال إنه يجري مباحثات مع الجانب الصيني ليكون ميناء العين السخنة إحدي نقاط الارتكاز الرئيسية في هذا الطريق بما يحفظ لمصر حقها في الاستفادة من هذا المشروع العملاق. تطرق في نفس الوقت إلي العقود والاتصالات التي تمت بشأن تخصيص المساحات بمنطقة قناة السويس للانشطة المختلفة عالمياً ومحلياً.
من ناحية أخري اوضح ان تراجع ايرادات موانيء قناة السويس يعود إلي عملية الاندماجات بين شركات النقل الملاحي لمواجهة حالة الكساد التي تعرض لها النشاط التجاري في السنتين الأخيرتين. التعامل مع هذا الأمر كان يتطلب مرونة الأجهزة المصرية مع هذه المتغيرات ومراعاة الأسعار المنافسة. أنني وإيمانا بما يمكن ان يحققه توافر العلم والخبرة والقدرة علي الانجاز في مسيرة التقدم والتنمية التي تتطلع إليها مصر.. أتمني الاستفادة من كل الشخصيات المماثلة لشخصية الدكتور أحمد درويش.