الجمهورية
بسيونى الحلوانى
لوجه الله .. فوضي الإعلام.. لن يوقفها ميثاق شرف

عبر شاشة إحدي الفضائيات أعلن رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والإعلام عن أمنيته في أن تبادر هيئة الإعلام المعنية بالإعلام الفضائي إلي وضع ميثاق شرف يضبط الأداء الإعلامي ويوقف حالة الفوضي الشائعة حالياً في الإعلام المرئي وخاصة فضائيات رجال الأعمال التي تعمل وفق هوي العاملين فيها لتحقيق الأهداف التي يسعي إليها أصحاب القنوات وهي - بالتأكيد - أهداف بعيدة تماماً عن أهداف الإعلام ووظائفه الوطنية وأدواته الأخلاقية.
والواقع أن فوضي الإعلام الفضائي والسباق المحموم لجذب المشاهدين وحالة الجدل التي تثيرها العديد من فضائيات رجال الأعمال كل ليلة لا تحتاج إلي ميثاق شرف يحتوي علي نصوص تبدأ بكلمات ماسخة من نوعية "نناشد.. ونحث.. ونوصي.. ونطالب" فقد العبارات الإنشائية لم تعد تصلح لضبط أي شيء في مصر في ظل غياب الوعي والضمير.. ولكن هذه الفوضي تحتاج إلي سيف القانون وعدالة التشريع لكي نحمي الوطن والمواطنين والمصلحة العامة من سياسات إعلامية خاطئة. ومتاجرات رخيصة لبعض الإعلاميين الذين لا يشغلهم إلا رفع أسهمهم في بورصة الفضائيات وتضخيم أجورهم ولو علي حساب مصلحة الوطن.
وأمام حالة الفوضي وغياب التشريعات الضابطة للممارسة الإعلامية في مصر لا ينبغي أن نبرر هذه الحالة ونعتبر هؤلاء حالة شاذة في ساحة الإعلام المصري ونقول إن لكل قاعدة شواذ وأن كل مجال فيه الصالح والطالح وأن مظاهر العبث والفوضي في الإعلام المصري حالات فردية مثل الحالات الشاذة التي تظهر في أوساط الأطباء والمهندسين وضباط الشرطة والقضاة وغيرهم من فئات المجتمع وهذه الحالات ينبغي التحذير منها ولا ينبغي الوقوف عندها واعتبارها "حالة عامة".
فمثل هذه التبريرات لم تعد مقبولة فساحة الإعلام المصري وخاصة الفضائي تئن بممارسات خاطئة وغياب رؤية وطنية يلتف حولها الجميع وأخطاء وتجاوزات بعض من يمارسون الإعلام في مصر أصبحت بقعاً سوداء في ثياب الإعلام النظيف الذي يقدر مسئولياته ويقوم بواجباته الوطنية وهذه البقع السوداء ترسم صورة ذهنية غير مقبولة للإعلاميين في أذهان كثير من المصريين مع أن المتجاوزين والمنفلتين قلة.. لكن - للأسف - صوتهم عال وتأثيرهم نافذ.
***
لابد أن نعترف في شجاعة بأن ميثاق الشرف الإعلامي الذي يتطلع إليه بعض أعضاء الهيئة الوطنية للإعلام لن يستطيع أن يواجه فوضي الإعلام في مصر. ولذلك لابد من تشريعات جادة وحاسمة لتضع خطوطاً واضحة بين المباح والمحظور في التناول الإعلامي. وتضبط شعارات الحرية الإعلامية التي يتشدق بها البعض ويتخذونها ذريعة لترديد إشاعات كاذبة أو تقارير مضروبة أو معلومات مضللة تلحق ضرراً بالغاً بأمن الوطن واستقراره.. فقد ابتلينا في مصر بنوعية شاذة وغريبة من مقدمي برامج "التوك شو" تري أن من واجبها يومياً جمع شواذ الفكر والثقافة ومحاورتهم ليرددوا شائعات كاذبة وآراء شاذة ليخلقوا حالة من الجدل تحقق لبرامجهم ما يطمحون إليه من نسب مشاهدة. ولأنفسهم ما يتطلعون إليه من شهرة ولو علي حساب المصلحة العامة.
عقب جريمتي تفجير الكنيستين بطنطا والإسكندرية والتي خلقت حالة من الوحدة الوطنية لم تشهدها مصر من قبل خرج علينا أحد هؤلاء الإعلاميين الذين يتبعون قاعدة "خالف تعرف" بتحليلات غريبة تشكك في كل شيء حتي صور الإرهابيين الذين فجروا أنفسهم أخذ يشكك فيها.. وللأسف كانت شكوكه وتحليلاته الشاذة وافتراضاته الغريبة مادة خصبة للقنوات المأجورة خارج مصر لكي تبث سمومها وتشكك في جهود الأمن المصري وفي بياناته عن الجرائم الإرهابية.. وكان من الطبيعي أن يثني الإعلاميون المأجورون في الخارج لتشويه صورة مصر علي جهود الإعلامي الذي يطالعنا كل ليلة بما يشكننا في كل شيء داخل مصر.
***
نماذج وصور ومشاهد الفوضي في الإعلام المصري كثيرة ومتنوعة وهي تفرض علي هيئات الإعلام الجديدة تبني تشريعات جادة تضبط الأداء الإعلامي وهنا ينبغي أن يصمت أصحاب الشعارات الجوفاء الذين يدافعون عن الفوضي والإسفاف والتجارة الرخيصة في الإعلام باسم الحرية.
ليس من الحرية ترك المساحة لمرضي نفسيين ليشككوا المصريين في كل شيء وينشروا اليأس والإحباط في نفوسهم كل ليلة بكلمات سخيفة وتحليلات تكشف عن عقول مريضة ونفوس مشحونة بالغضب.
حرية هؤلاء الفوضويين لا نريدها وليس لها قيمة في نفوس المصريين الوطنيين الذين يبحثون عن أمن الوطن واستقراره ولديهم الاستعداد كل يوم لتقديم تضحيات كثيرة لكي تبقي مصر التي يحيط بها الإرهاب من كل جانب قوية ومتماسكة ولديها القدرة علي ردع كل الإرهابيين.
الحرية الإعلامية التي يراها هؤلاء مخربة ورخيصة وضارة جداً بالوطن فالحرية الحقيقية ليست انفلاتاً ولا إسفافاً ولا تعطي لأحد حق ترديد أكاذيب ونشر شائعات واتهام شرفاء وإحباط أجهزة أمنية تقدم كل يوم تضحيات كبيرة ولاتزال تعمل بعزيمة وإصرار لمواجهة جماعات الإرهاب التي تستهدف الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف