عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. الدعاية المثالية للسياحة!!
لا شك ان هناك انفراجة لا بأس بها في أزمة السياحة!!! في الأيام الأخيرة.. ملوك وأمراء وشخصيات عالمية لها وزنها وشعبيتها زارت مصر وتجولت في المناطق الأثرية والتقطت لها صورا كثيرة وتم نشرها في صحف بلدان كثيرة.. وربما أفلام علي التليفزيون أيضاً.. وكذلك أقيمت لقاءات رياضية عالمية لا بأس بها.. رغم تواضع شعبيتها ولكن لا شك وجدت مساحات في إعلام البلاد التي أتت منها.. ثم لا ننسي البواخر التي أتت من آسيا وتوقفت في البحر الأحمر وامتلأت مدن البحر الأحمر بأعداد ضخمة من السياح من هناك.. هذه الانفراجة يجب أن نستغلها لكي تستمر خاصة بعد الحوادث الأخيرة.. ليس بالدعاية "التقليدية" اياها التي تكلفنا كثيرا بلا أي عائد.. لم تعد الدعاية عن طريق مكاتب في الدول الأجنبية هي الحل.. مصاريفها كثيرة وأقصي ما تفعله هو تنظيم رحلة وعلي الأكثر رحلتين.
بالمناسبة.. لماذا لا تعيد الدولة النظر في مكاتبنا كلها التي في الخارج؟!! لنا مكاتب للعمال والعمل ومكاتب ثقافة والتعليم ومكاتب صحة للمرضي المصريين الذين يعالجون في الخارج ومكاتب أخري غير السفارة والقنصليات.. واتضح يوما ان التمثيل المصري في الخارج سواء الدبلوماسي أو غيره أكثر من أمريكا.. وكتبنا كثيراً في هذا الموضوع دون جدوي!!
***
المهم نعود للسياحة وأقول ان الدعاية الحديثة للسياحة ليست بالمكاتب الخارجية.. ولا بالدعاية المباشرة في وسائل الإعلام الأجنبية.. الدعاية الفعالة صاحبة المردود الواقع هي الدعاية غير المباشرة. أذكر منذ فترة.. أيام السادات كان بطل العالم في التنس شابا مشهورا سارق لكل اعجاب العالم وكانت كل الدول تتابع بطولات خاصة الجنس اللطيف فقد كان يتميز بجمال الوجه ورشاقة الرجال.. في نفس الوقت اسماعيل الشافعي نجل عدلي الشافعي بطل مصر وافريقيا فاز ببطولة العالم "ويمبلدون" تحت 17 سنة.. وكان حدثا رياضيا عالميا أيامها.. قرر السادات استضافة بطل العالم الكبير المشهور جداً ليلعب مع اسماعيل الشافعي في نادي الجزيرة مباراة كبري وكان الحكم الذي يجلس فوق كرسيه العالي أجنبياً أيضاً يطمئن له بطل العالم.. وكان يوما مشهودا.. طبعا مدرجات نادي الجزيرة لم تكن كافية رغم اضافة كراسي عديدة.. ولكن كان عدد الواقفين في حديقة النادي والواقفين في الشارع أكثر من المتفرجين.. والمرحوم عادل شريف خير معلق لمباريات التنس في تاريخ الرياضة كان يعلق علي المباراة بصوت عال ليسمع المتفرجون في الخارج.. وكان بعضهم من الرياضيين يتمتعون بصوت الكرة وهي ترتطم سواء بالمضرب أو بالأرض!!!!
هذه المباراة عملت دعاية للسياحة في مصر خير من مجموع ما تعمله كل مكاتب السياحة في الخارج لمدة عام!!!!
***
الكارثة انني أصبحت أنسي الأسماء...
ولكن أيضاً كان هناك مطرب عالمي يستمتع بصوته وأغانيه وموسيقاه كل الناس حتي الذين يعشقون الموسيقي العربية أو أي موسيقي أخري.. قرر هذا المطرب اقامة حفلة في سفح الأهرام.. لا تتصور كيف نفدت التذاكر بمجرد فتح الشباك وأضافوا مدرجين علي الجانبين دون جدوي.. وأكثر من هذا كله ان السيدة الفاضلة جيهان السادات لم تجد تذكرة فأضافوا لها كرسيا في مدرج متقدم.. قيل يومها ان السيدة العظيمة سرقت الأضواء من أشهر مطرب في العالم.. ركزت الكاميرات عليها.. وقيل أيضاً ان معظم تليفزيونات العالم نقلوا الحفل علي الهواء.
هذه الحفلة عملت ما لم تفعله وزارة السياحة نفسها منذ إنشائها!!!
***
الرياضة أيضاً.. ومباريات الكرة الأجنبية منذ الأربعينيات.. منذ أيام محمود بدر الدين.. لها قصص أخري.. فإلي عدد آخر.